الباخرة الأسطورية «لا فرانس» بيعت مفككة في المزاد العلني

دشنها ديغول واقتناها أكرم عجة وانتهت في مقبرة هندية للسفن

مقدمة الباخرة «لا فرانس» التي بيعت في المزاد العلني في باريس أمس (إ.ب.أ)
TT

بيع أنف الباخرة السياحية الفرنسية الصنع «لا فرانس» بمبلغ 273 ألف يورو، في مزاد أُقيم في باريس استغرق يومين وانتهى أمس. وحقق الأنف، الذي يمثل مقدمة الباخرة، حصيلة تعادل مرتين ونصف المرة من المبلغ المتوقع للبيع. وجرت المزايدة عليه بالهاتف، ورسا البيع على شركة عقارية تتولى تشييد مجمع في مدينة دوفيل على شاطئ النورماندي.

وإلى جانب الأنف الذي يزن أربعة أطنان، بيعت 500 قطعة متفرقة من الباخرة الشهيرة التي دشنها الجنرال ديغول عام 1960، ثم تنقلت بين عدة مالكين، بينهم رجل الأعمال السعودي الراحل أكرم عجة، قبل أن تنتهي حديدا خردة يباع مفككا في مقبرة السفن الهندية بشرم «ألانغ».

ونظرا إلى السمعة الأسطورية لهذه الباخرة، فقد زار صالة البيع في القصر التاريخي لدار «آركوريال» في جادة «الشانزليزيه»، الآلاف من الهواة وجامعي التحف ومندوبي المتاحف البحرية، بالإضافة إلى الفضوليين وأهل الحنين المتعلقين بذكريات الماضي الجميل. ولقي المزاد تغطية إعلامية خاصة، لأنه يرسم لوحة تاريخية في طريقها إلى الاندثار لهذا المركب الذي استمد شهرته من أسماء السياسيين والنجوم الذين أبحروا على متنه. وبالإضافة إلى «أنف» الباخرة، شمل البيع السلسلة الضخمة لخطاف «لا فرانس» والعديد من خرائطها ومصابيحها وساعاتها الملاحية وتلك التي كانت معلقة في أرجائها والحبال والجداريات وثياب القباطنة الموشاة بالنقوش والعلامات والرتب البحرية. وزايد بعض الحضور على قائمة طعام (مينيو) لوجبة مخصصة للكلاب، ورست على هاوٍ دفع فيها 300 يورو، بينما وصل سعر كل سلسلة من سلاسل الخطاف إلى 4100 يورو. نزلت «لا فرانس» إلى الماء، لأول مرة، في احتفال أُقيم عام 1960 بحضور الجنرال ديغول وقرينته السيدة إيفون، التي اختيرت لتكون عرابة الباخرة الجديدة التي يبلغ طولها 315 مترا تنطلق بقوة 160 ألف حصان وبسرعة 31 عقدة.

وشارك في تزيين صالات الباخرة خيرة الفنانين الفرنسيين من مدرسة باريس في التصميم، وعلى رأسهم لوي فييرموز. وهناك طاولات صغيرة بيعت في المزاد تحمل توقيع المصمم لانسيل، وأرفف للكتب من عمل جول ليلو، وثريا من صنع جيلبير بوالرا. وخرجت «لا فرانس» من الخدمة عام 1974 بعد أن قامت بأكثر من 300 رحلة في بحار العالم ومحيطاته. و يُذكر أن المغني الفرنسي ميشيل ساردو كان قد كتب أغنية يؤبن فيها «لا فرانس» ويقول فيها على لسانها: «لا تنادني (لا فرانس) بعد الآن... إنها وصيتي الأخيرة».