باريس: محاكمة باكستاني حاول إحراق مغربية قاصر

شهرزاد رفضت الزواج من عمر فصب عليها الوقود وأشعل النار

شهرزاد بوجهها المحروق
TT

بدأت أمام محكمة جزاء في الضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية باريس، محاكمة شاب باكستاني بتهمة محاولة إحراق شابة مغربية وتسببه بتشوهات كبيرة في جسمها ووجهها لأنها رفضت الزواج منه. وتعود الحادثة إلى عام 2005، عندما كانت المدعية قاصرا. أما المتهم فكان قد هرب إلى بلاده بعد الحادثة، لكن السلطات تمكنت من إقناعه بالعودة، حيث يواجه تهمة الشروع في القتل التي تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.

وكان الرئيس نيكولا ساركوزي قد منح الجنسية الفرنسية إلى شهرزاد، بشكل استثنائي، كنوع من الحماية التي تتيح لها مواصلة علاجها في المستشفيات الحكومية وملاحقة المعتدي عليها أمام القضاء الفرنسي.

مشتاق بوت، وهذا هو اسم الشاب، كان التقى بشهرزاد للمرة الأُولى عام 2004 عندما كانت طالبة متدربة في أحد متاجر «نويي سور مارن» قرب باريس، وكانت يومذاك دون الثامنة عشرة من العمر وكان هو في الثالثة والعشرين ومسؤولا عن تدريبها. وبعد بضعة أشهر من ذلك اللقاء نشأت علاقة ود بينهما وأراد عمر الزواج من شهرزاد، وذهب يطلب يدها من والدها، لكنها رفضته وخطبت لشاب مغربي مثلها. وانتهت العلاقة بمأساة، عندما صدم عمر سيارة حبيبته ثم ترجل من سيارته ومعه قنينة من البنزين رماها على شهرزاد وأشعل فيها النار لإحراقها حية.

وهرع المارة لإطفاء النار ونقلوا الفتاة إلى المستشفى وهي بين الحياة والموت. وشخص الأطباء حالتها بحروق أتت على 60 في المائة من جسمها. أما عمر فقد غادر إلى باكستان وظل هاربا لمدة سنة لحين التفاهم على عودته إلى فرنسا ومواجهة القضاء.

هذا، وعلى الرغم من العشرات من عمليات ترميم الجلد التي خضعت لها شهرزاد، فإن معالم التشوه لا تزال واضحة على وجهها، وقد صرحت لوسائل إعلام فرنسية عديدة بأنها تحاول أن تستعيد حياتها الطبيعية بالتدريج، وأن هذا يحتاج إلى وقت طويل، لكنها لا تعتقد أن في إمكانها طي تلك الصفحة الأليمة نهائيا.

وقرر القاضي أن تكون جلسات المحكمة التي تستمر حتى الجمعة، مغلقة، بناء على طلب المدعية التي تريد أن تواجه المعتدي لكي يرى ما فعله بها وأن تسأله: «لماذا؟»، حسبما قالت لقناة تلفزيونية فرنسية، أمس. وأضافت أنها ليست حاقدة عليه، لكنها تريد تحقيق العدالة، وأن يُدان المتهم، لكي لا تتكرر أفعال من هذا النوع ضد النساء.