شهرزاد.. المغربية الناجية من الموت حرقاً تتحدث إلى التلفزيون الفرنسي

المحكمة قضت بسجن المعتدي عليها 20 سنة

TT

أمام كاميرا القناة الفرنسية الثالثة، قالت الشابة المغربية شهرزاد بلعيني، أمس، إنها تريد أن تكون نموذجاً لمقاومة العنف الواقع ضد النساء. وكانت محكمة فرنسية قد حكمت، الخميس الماضي، بسجن شاب باكستاني لمدة عشرين سنة لأنه حاول إحراق شهرزاد وهي حية بسبب رفضها الاقتران به. وكان المعتدي مشتاق بوت قد فر إلى بلاده بعد الحادث، الذي وقع في خريف 2005، لكنه عاد وسلم نفسه للعدالة وتم نقله إلى فرنسا لمحاكمته.

وأضافت المدعية المغربية التي منحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجنسية الفرنسية، بعد الحادث مباشرة: «لا أتمنى أن تتعرّض فتيات أُخريات لما تعرّضت له». علما بأنه لحقت بشهرزاد حروق عميقة تسببت في تشويه نصف وجهها، بعدما سكب عليها مشتاق البنزين وأشعل فيها النار. وكانت إذ ذاك في السابعة عشرة من عمرها، بينما هو في الحادية والعشرين.

وفي حين تتحرّج النساء، عموما، من التقدم بشكاوى إلى الشرطة ضد الذين يتعرضون لهنّ بالضرب أو بالاعتداء، قالت شهرزاد إنها كانت مثلهن ولم تتقدم بشكوى ضد مشتاق بوت، رغم أنه ضربها وهددها بالقتل في مناسبات سابقة. وأضافت أنها ارتكبت «غلطة كبرى لأن الجاني بقي طليقا، وتمكن من تنفيذ تهديده». هذا، وأثارت المقابلة التلفزيونية مع الشابة المغربية الكثير من التعاطف معها، خصوصا، وأن آثار الحروق كانت بادية على ملامحها الجميلة، ولقد حاولت تغطية نصف وجهها المشوه بإسدال شعرها الأسود الطويل عليه.

ومما يذكر أنه بعد الحادث، وخروج شهرزاد من مرحلة العلاج، تم انتخابها نائبة شرفية لرئيسة جمعية «لا غانيات ولا خاضعات» التي تحارب العنف الواقع على الفتيات في الضواحي وأوساط المهاجرين. لكنها ما زالت غير واثقة من المستقبل وتعيش يوماً ليوم، ولا سيما، أنها خضعت للعشرات من العمليات الجراحية وما زالت تحتاج لعمليات إضافية لترقيع الجلد بعدما أتت النار على ستين في المائة من جسمها.

وكان القاضي قد استجاب لطلب المدعية في أن تكون الجلسات سرية، لأنها أرادت أن تتوجّه بالكلام إلى المتهم مباشرة وتسأله وتفهم منه لماذا قام بفعلته ودمّر حياتها وحياته.