مسابح لبنانية تمنع دخول العاملات الآسيويات والأفريقيات

TT

فوجئت اللبنانيات مع بداية موسم الصيف الحالي بقرار اصدرته بعض المسابح، يقضي بمنع دخول العاملات الآسيويات او الأفريقيات اليها مع ربات عملهن للاهتمام بالأطفال مع التشديد على منعهن من السباحة.

وقالت ثريا حسن ان هذا القرار ظالم، وقد فوجئت بادارة المسبح تمنع العاملة لديها من الدخول معها للسباحة والاهتمام بالأطفال فاضطرت الى الاستعانة بسيارة اجرة وارسالها الى المنزل.

وقال نقيب اصحاب المسابح في لبنان جان بيروتي «ان القرار لا يشمل جميع المسابح لأن لكل مسبح قوانينه الخاصة، لا سيما تلك التي تدخل في قائمة الخمس نجوم».

واشار بيروتي الى «ان النقابة لم تصدر اي قرار يتعلق بهذا الشأن، وان الأمر لا يتجاوز الاجراءات التي يصدرها اصحاب المسابح على مسؤوليتهم». وفيما اعتبرت شريحة من السيدات «ان القرار يعكس نوعا من العنصرية والتخلف المطلقين اذ يكرس شعوراً بالاشمئزاز والذل لدى هذه الفئة التي تساعد الأمهات في اعمال المنزل ورعاية الأطفال»، اعتبرت نسبة اخرى «ان الامر قد يساهم في تقريب الأمهات من الاطفال ويخفف من التدخل المباشر للعاملات في كل شاردة وواردة في المنزل».

وأقر فادي ديك، وهو احد المسؤولين في مسبح شرق بيروت، «ان القرار اثار حفيظة بعض السيدات في البداية، الا انهن اعتدن عليه في نهاية الأمر كما ان هذه الخطوة ستساعد الأطفال والأهل على تحمل المسؤوليات تجاه بعضهم البعض».

وظاهرة مرافقة العاملات العائلات اللواتي يعملن لديها الى المسابح والمطاعم صارت بمثابة استعراض تتصف به النساء اللبنانيات فيفاخرن باصطحاب العاملة في كل زمان وكل مكان يقصدونه للاشارة الى وضع العائلة المادي المريح. ورأت نانسي فياض، وهي ام لثلاثة اطفال اكبرهم في السادسة من عمره، «ان القرار منعها من مزاولة هوايتها المفضلة، لأنه صار عليها ان ترد على طلبات اولادها فيما كانت خادمتها تهتم بالأمر قبل ذلك».

الا ان هذا القرار احدث سلبيات تجاوزت عامة الشعب الى افراد السلك الدبلوماسي الأجنبي في لبنان، فقد سارع احد الموظفين في منتجع سياحي الى منع سيدة آسيوية الملامح من السباحة بلهجة شديدة وغير لائقة لاعتقاده انها تعمل لدى احدى المنتسبات الى نادي المنتجع، ليتفجر الوضع بين المسؤول وزوج السيدة، وهو دبلوماسي رفيع المستوى يمثل بلاده في لبنان، ذلك ان قوانين المنتجع الضخم تحظر على الخادمات السباحة. الا ان زوجة الدبلوماسي، وبعدما عرّفت عن نفسها، تركت المسبح غاضبة وأعلمت زوجها بالأمر مما جعله يطالب باعتذار مكتوب موجه الى السفارة لأن زوجته اهينت بشكل مذل.

وفيما انعكس هذا القرار سلباً على السيدات فانه لاقى ترحيباً من قبل العاملات انفسهن اذ كان عليهن الوقوف لساعات طويلة تحت اشعة الشمس لتلبية طلبات «المدام» واولادها. وذكرت العاملة الفلبينية ساندرا، التي تربطها علاقة جيدة بسيدة المنزل حيث تعمل، انها ترتاد واصدقاؤها في ايام العطلة مسابح شعبية تستقبل كل الناس الى اي جنسية انتموا من دون شروط مسبقة، موضحة انها اثناء دوام الوظيفة لا يمكنها السباحة، فلماذا اعطاء الأمر كل هذا الحجم؟

الأزواج هم الوحيدون الذين رحبوا في قرارة انفسهم بالقرار اذ اعتبروا اهتمام الزوجة بالأطفال، لا سيما على شاطئ البحر، من اولويات وظائف الأم لأن اي غلطة ترتكبها العاملة في هذا المجال لا ينفع بعدها الندم.