ليبي ينافس محتالي القاهرة في فن النصب

أوهمهم بعقود عمل مزوّرة

TT

دخل ليبي على خط الاحتيال على المصريين الراغبين في العمل في ليبيا، خاصة من أبناء الصعيد (جنوب مصر)، الباحثين عن فرص عمل، هربا من الفقر والبطالة. قصص النصب على أهل الصعيد العاملين في ليبيا، منذ ظهور الثروة النفطية فيها في أواخر ستينات القرن الماضي، معروفة، إلا أن أبطال معظم عمليات النصب تلك كانوا من «بلدياتهم» المصريين. هذه المرة الوضع مختلف.. فمصادر الشرطة المصرية أفادت أمس أنها أوقفت مواطناً ليبياً وصفته بـ «الدخيل على مهنة محتالي العاصمة»، أثناء وجوده في وسط القاهرة، بعدما احترف النصب على المواطنين المصريين، بدعوى تسفيرهم للعمل بليبيا عن طريق أوراق وعقود عمل مزوّرة. وهذه طريقة جديدة تختصر الكثير من الأموال التي كان ينفقها المحتالون المصريون في النصب على ضحاياهم الطامعين في العمل في ليبيا.

وبين أشهر قصص النصب «الكلاسيكية» التي تناولتها أفلام مصرية، إقدام محتالَيْن قاهريَّيْن على شحن عاطلين في سيارة، بعد جمع مبالغ مالية منهم، والسفر بهم نحو الغرب، وتركهم في الصحراء ليلا، قائلين لهم إن تلك الأضواء المنيرة هي أضواء مدينة أمساعد الليبية الملاصقة للحدود المصرية، وما عليهم سوى السير على أقدامهم نصف ساعة أخرى للوصول إليها، لعدم وجود تصريح بدخول السيارة لتلك المنطقة الحدودية. ولكن العاطلين المتعبين من المشي اكتشفوا لاحقاً أن المدينة المُنيرة هي مدينة العلمين المصرية، وأن بينهم وبين أمساعد مسافة أخرى، لا تقل عن 350 كلم، وأنه لا يوجد أحد في انتظارهم لتشغيلهم، كما أوهمهم المحتالان. مصادر الشرطة المصرية أوضحت أمس أن الليبي الذي أوقفته في فندق بحي العتبة وسط القاهرة، والبالغ من العمر 32 سنة، ابتدع طريقة جديدة للنصب على راغبي العمل في ليبيا، لا تتطلب كل ذلك العناء. فقد كان يجمع أموالا من ضحاياه، بعد إيهامهم، بأوراق وعقود مزورة، بقدرته على تشغيلهم هناك. وقبل أن تحيله إلى النيابة أمس، كانت الشرطة قد ضبطت في مقر إقامة الليبي كمية كبيرة من الأختام المزوّرة التي تحمل شعار العديد من الجهات الحكومية الليبية، إضافة إلى 27 عقد عمل مزوّراً، مع بيانات ومصوغات التعيين الخاصة بضحاياه.. الذين تبين أنهم، جميعاً، من «الصعايدة!».