الألمان يحبون اغتياب جيرانهم وزملائهم

وفق دراسة حول تناول عيوب الآخرين

TT

لا تحول الدار بين الألماني والنيل من الجار، حتى ولو كان الجار سيدة مسنة أو زميلا في الصف أو في العمل. إذ يبدو أن حب اغتياب الآخرين وتناول عيوبهم، وخصوصاً في العمل، عادة متأصلة في نفسية الألماني لا يتجاوزها سوى حبه لسيارته.

هذا على الأقل ما كشفته دراسة استطلاعية جديدة أجراها معهد استطلاعات الرأي الألماني المعروف «أمنيد» ونشرت حصيلتها «ريدر دايجست» الألمانية في مدينة شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن فورتمبرغ (جنوب غرب ألمانيا). فقد بيّنت الدراسة أن 15% من الألمان تلوك ألسنهم الآخرين عدة مرات في الأسبوع، وأن 18% لا يفوّتون يوماً من دون السخرية من عيوب الآخرين. ويبدو أن معظم هذه الحالات ناجمة عن حسد العيش وملاحقة أخطاء الآخرين لأن أسئلة مثل «كيف يمكن للمديرة أن تحشر نفسها بهذا الثوب الضيق؟» أو «كيف تمكن هذا الجار البائخ من شراء مثل هذه السيارة الفاخرة؟» في مقدمة الملاحظات التي تفتح قريحة الألمان العيّابين.

وكالمعتاد، حسب استطلاع «أمنيد»، كانت عادة لوك معايب الآخرين أكثر انتشاراً في القرى والمدن الصغيرة منها في المدن الكبيرة. فسكان القرى، الضجرون عادةً من حياتهم الرتيبة، يهتمون عادة بالصغيرة والكبيرة في حياة السكان والجيران. واعترف 35% ممن شملهم الاستفتاء في بلدات يقل عدد سكانها عن 5000 أنهم يسلّطون ألسنتهم يومياً أو عدة مرات في الأسبوع على جيرانهم وزملائهم في العمل. وغالباً ما تشمل هذه «الملاحظات» سيارات الغير أو طريقة لبسهم أو التغيّرات اليومية التي تطرأ في حياة الجيران.

ويعزو محللو الدراسات في معهد «أمنيد» انخفاض نسبة العيّابين في المدن الكبيرة إلى نمط الحياة الشخصية والفردية التي توفرها المدن. مع ذلك اعترف 24% ممن شملهم الاستفتاء بأنهم يسخرون من عيوب الآخرين عدة مرات في الأسبوع. وكان الجار أو الزميل موضع السخرية الأساسي بالنسبة لأهل المدن (16% لكل منهما) يليهما الأقارب (15%) والأصدقاء (14%)، ومن ثَم مدير العمل (11%).