صالون حلاقة للجنسين في باريس.. بستائر فاصلة عن جناح المحجبات

نقابة الحلاقين تحتج لكنها تعتبره حقا مشروعا

TT

هذا هو الوصف الذي ينطبق على التوتر في أوساط بلدية ضاحية سورين الباريسية، وعلى نقابة مصفّفي الشعر وبعض الجمعيات النسائية، بسبب افتتاح صالون للحلاقة يخصص زاوية «للمحجبات فقط».

فقد ارتأى المالك الجديد لصالون يحمل اسم «مراكش» أن يضع ستارة تقسم دكانه إلى قسمين، واحد مختلط، أي للنساء والرجال، والثاني للزبونات اللاتي لا يرغبن في كشف رؤوسهن أمام الآخرين.

بلدية المنطقة، التي تؤجر المحل الواقع تحت إحدى المباني المخصصة لإسكان ذوي الدخل المحدود، نفت أن يكون لها علم بوجود محل من هذا النوع. وأضاف العاملون فيها إلى أن المستأجر لم يحدد في عقد الإيجار نيته تخصيصه للمحجبات. لكن دانييل غوبيلا، رئيس فرع الحلاقة والتجميل في غرفة ذوي المهن التجارية، أوضح في حديث لصحيفة «الباريزيان»، أمس، أن تحديد هذه الأُمور التفصيلية ليس إجباريا في شروط الانتماء إلى الغرفة. ولكن في ضواحي أخرى تكتظ بالمغاربيين، هناك من ينظر بعين القلق إلى ظهور أماكن عامة تخصص حيزا للمحجبات، باعتبار أن لها بعدا دينيا تمييزيا يخالف القوانين المعمول بها في فرنسا. وتعلو في أوساط بعض الجمعيات التي تشجع على اندماج أبناء المهاجرين في المجتمع الفرنسي أصوات تحتج على عزل النساء. وقال حافظ راموني، رئيس جمعية محلية في ضاحية نانتير ذات الكثافة الإسلامية: «نحن، الفرنسيون من أصول أجنبية، نحارب التمييز الواقع علينا لكننا، في الوقت نفسه، نمارس التمييز ضد بعضنا البعض». من جهتها، وجدت نقابة مصففي الشعر، على لسان أمينتها العامة ميشيل دوفال، غرابة في تخصيص صالون «مراكش» زاوية للمحجبات في الوقت الذي تطرح قضية الاندماج ويدور جدل عام حول العلمانية. لكنها استدركت قائلة: «في نهاية المطاف، فإن من حق أي صاحب مهنة أن يقترح الصيغة التي يشاء. ولعل مصفف الشعر المقصود وجد في هذه الصيغة مجالا واعدا». وأيد هذا الرأي رئيس لجنة تنسيق «الإسلام والمجتمع» الذي وجد أن ما يقوم به الحلاق المغربي يخضع لقانون العرض والطلب. صاحب الصالون دافع عن اختياره بالقول إنه لم يفتح صالة خاصة بالمحجبات وإنما زاوية «للزبونات الراغبات بالهدوء»، أي غسل شعورهن وتمشيطها في منأى عن النظرات الفضولية.