سكرتيرة تختلس 13 مليون يورو من مخازن صواريخ «أريان» الفرنسية

حررت بمساعدة شريكها طلبيات وهمية وصرفت مقابلها فواتير حقيقية

TT

تمكنت سكرتيرة تعمل في شركة للتجهيزات الفضائية من اختلاس 13 مليون يورو بمساعدة شريك حياتها. هذا ما كشفته صحيفة «الباريزيان» الفرنسية، أمس، بعد تكتم من السلطات القضائية طال خمسة أشهر لأغراض التحقيق.

لورونس (42 سنة)، الموقوفة منذ الاشتباه بها في سبتمبر (أيلول) الماضي، اعترفت وشريكها باسكال (49 سنة) بأنهما أقدما طوال أربع سنوات على تحويل مبالغ ضخمة من شركة «كريوسباس» المتخصصة في بناء مخازن لصواريخ «أريان» الفرنسية. إدارة الشركة كانت قد اكتشفت اختفاء مبالغ كبيرة من الميزانية بعد تطوير في أساليب المحاسبة ووضع أنظمة جديدة لقوائم الصرف بدأ العمل بها قبل سنتين. ولاحظ المسؤولون النقص في الخزينة في الوقت نفسه الذي اشتكى فيه العاملون في الورش من أن طلبياتهم لا تصل إلى موقع العمل. وعندها حامت الشبهات حول السكرتيرة المكلفة بتنظيم طلبات المشتريات وقوائم الصرف.

وتبين للمحققين أن الموظفة لجأت إلى أسلوب بسيط في عمليات الاختلاس. فهي كانت تحرر طلبيات وهمية ثم تصدر فواتير حقيقية لها. وكانت هناك عشرات الشركات الصغيرة التي ساهمت في عملية النصب الكبرى هذه. وكان محاسبو الشركات يتسلمون الصكوك من «كريوسباس» مقابل بضائع وهمية لم يجر تسليمها. وكشف التحقيق أن المتواطئين كانوا يأخذون نسبة 20 في المائة من كل مبلغ على كل طلبية مزيفة ويدفعون للسكرتيرة الباقي، نقداً. أما شريكها، الذي تخصص في الصناعات الجوية، فلم يكتف بالتخطيط للعمليات بل أسس أيضا عام 2005 ثلاثا من الشركات التي تواطأت في السرقة.

باسكال لم يندم مطلقا بل قال للمحققين إنه عاش أوقاتا سعيدة وهو ينفق المال بلا حساب ويمضي إجازات أشبه بالأحلام، في حين أعربت لورونس عن ندمها لما اقترفته، ودافعت المتهمة عن نفسها بالقول إنها تصرفت مدفوعة بالحب لشريكها. وأضافت أن الحب أعماها فأذعنت للمخطط الذي رسمه باسكال، والذي لم تكن تفقه فيه شيئا. وكانت لورونس قد طلبت إخلاء سبيلها على ذمة التحقيق بعد خمسة أشهر من الاحتجاز، كما حاولت الانتحار في السجن قبل تحويلها إلى قسم الأمراض النفسية في المستشفى الذي نقلت إليه. وبالإضافة إلى المتهمين الرئيسيين، وضعت الشرطة ستة أشخاص تحت المراقبة القضائية والتحقيق في حساباتهم، تمهيداً لتوجيه تهمة التواطؤ إليهم.