الصحافة في أكثر من بلد مشغولة بالبحث في إجابات عن عدد من الأسئلة، تتعلق باستخدام دورات المياه في الطائرات، بعد أن كشف ميخائيل أوليري، المدير التنفيذي لخطوط الطيران الأيرلندية «راينر إير»، في حديث صحافي أدلى به، عن خطط لإجبار المسافرين على دفع جنيه إسترليني، أو ما يعادله، مقابل استخدامها. وبرر أوليري هذا الإجراء الجديد والغريب، بالرغبة في توفير موارد مالية تسمح للشركة بالحفاظ على أسعارها الرخيصة في ظل الأزمة الاقتصادية. والمعروف أن «راينر إير» تعد أكبر شركات الطيران العالمية من حيث عدد الركاب، وتشتهر بكون تذاكرها هي الأقل سعرا، إذ لا يزيد ثمن تذكرة داخل أوروبا مثلا عن 19 يورو.
ونتيجة لهذا الإجراء الجديد، تواجه الشركة عددا من الأسئلة الإجرائية والعملية، من نمط: ماذا لو شعر أحد الركاب بحاجة ملحة للدخول سريعا إلى دورة المياه، ولم تتوفر لديه عملة نقدية صغيرة، أو لم تتوفر على الإطلاق؟، وهل يحق للشركة ابتزاز ركابها في وضع لا يُحسدون عليه أبدا؟.
إن هذا التَّوَجُّه من الشركة لم يكن آخر «تنكيد» على زبائنها، فقد ألغت في الأسبوع الماضي كل الواجهات المخصصة للقيام بتسجيل الرحلات «check in»، واستبدلتها بخدمات إليكترونية، بحيث يتولى المسافرون إنجاز هذا الإجراء بأنفسهم على شاشات الكمبيوتر. وتخلصت الشركة بذلك من المواقع المستأجرة في المطار لهذا الغرض، واستغنت في الوقت عينه عن العاملين فيها. يذكر أنه سبق لشركة «راينر إير» أن فرضت على المسافرين دفع قيمة مالية محددة، لقاء ما يحملونه معهم من حقائب داخل الطائرة.