الجوال و«آي. بود» ترفع مصاريف المراهقين إلى 12 مرة مما كانت عليه عام 1975

التوقعات وليس التضخم وراء الزيادة.. والكماليات تصبح ضروريات

TT

ولت تلك الأيام عندما كنت تعطي أطفالك بعض الجنيهات التي كانت كافية ومقبولة كمصروف جيب. أسلوب حياتهم ومتطلباتهم وتكلفة تربيتهم تغيرت تماما، وقدرت مصاريفهم السنوية بأكثر من 9000 جنيه إسترليني في العام (أي ما يعادل 14 ألف دولار). القائمة الطويلة من المشتريات أصبحت من الأشياء الضرورية التي يصر الأطفال على اقتنائها ويلبيها الآباء. «لاب توب من أجل القيام بالوظائف المدرسية اليومية والسنوية، لكنه في الواقع للدخول اليومي على موقع الفيس بوك. جهاز تلفزيوني في غرفته، مع دي.في.دي، اي.بود من الوالدين وآخر يشتريه بنفسه. زيارة إلى المرقص أو النادي الخاص، الذهاب الشبه أسبوعي للسينما. الجوال رقم أربعة، بعد أن فقد اثنين وغير الثالث إلى جهاز بميزات أفضل. إضافة إلى العجلة الهوائية والدروس الموسيقية، التي دفع تكلفتها ولكن قرر عدم الاستمرار بها». هذه فقط بعض من الحاجيات التي أصبحت ضرورية بالنسبة لهم وتعكس أسلوب حياتهم وعاداتهم. هناك أيضا تكلفة تصفيف الشعر التي قدرت بـ240 جنيها سنويا و300 جنيه لعدد من الأحذية الرياضية التي يشتريها هؤلاء. وقدرت التكلفة الإجمالية التي نشرها مكتب الإحصاء القومي البريطاني، بـ9 آلاف جنيه إسترليني في العام (14 ألف دولار) للمراهق البريطاني من الفئة العمرية 16 – 18 عاما، وهذا المبلغ يساوي 12 ضعفا لما كانت عليه التكلفة عام 1975. وقال اندرو وليامز المتحدث باسم «اي.اي.تي» مؤسسة الحسابات وتوجهات السوق التي قامت بالمسح السنوي لسلوك المراهقين، إن السبب في الزيادة ليس وراءه فقط نسبة التضخم، إن هناك «التوقعات والطموحات»، مضيفا «أن هناك تغييرا واضحا بتوجهات المراهقين ونشاطاتهم وسلوكهم في الصرف. في الواقع بعض الحاجيات «الضرورية» التي يقتنيها هؤلاء هي في الواقع أقل تكلفة مما كانت عليه قبل عشرة سنوات. الكثير من الأشياء التي أصبحت ضرورية عند المراهقين كانت تعتبر كمالية في السابق. شراء جهاز أتاري كان يكلف ما قيمته 1200 جنيه إسترليني حسب الأسعار الحالية. حتى الأطفال الصغار أصبحوا يطالبون الآباء بأجهزة آي بود والألعاب التكنولوجية المتاحة في السوق ويشاهدونها في إعلانات التلفزيون. وتقول «مجموعة المصاريف الشخصية التعليمية» الخيرية إن الأطفال في سن السابعة يعرضون أنفسهم هذه الأيام للقيام بأعمال في البيت وخارجه من أجل الادخار ومن ثم شراء هذه الأجهزة. وبعضهم، وهم ما زالوا في سن العاشرة، يشترون حاجياتهم من خلال الانترنت مستخدمين بطاقات ائتمان والديهم. وتضيف المؤسسة إن اقتناء الجوال أصبح ضرورة لدى الأطفال وهم في سن الثامنة. كما يستخدم الأطفال جوالاتهم والتلفونات الأرضية من أجل التصويت للمتنافسين في البرامج الموسيقية وتلفزيون الواقع. وقالت مؤسسة «اي.اي.تي» إن المراهقين يواجهون الآن «عاصفة مالية»، إذ إن أسلوب حياتهم الجديد المكلف جدا تزامن مع الركود الاقتصادي ونقص واردات الآباء وشبح التعطل عن العمل. وتعتقد المؤسسة أن الأوضاع الحالية سوف تغيير من توقعاتهم وعاداتهم.