مدينة أمشتيتين النمساوية تتنكر لـ «قضيتها» وتريد تناسيها

قبل أيام من بدء المحاكمة المرتقبة

TT

ليس هناك قضية اسمها «قضية أمشتيتين» .. بل جريمة ارتكبها فرد واحد. هذه صيغة بيان رسمي وزّعه مكتب عمدة مدينة أمشتيتين النمساوية الصغيرة، التي تصدّرت الأخبار المحلية منذ أبريل (نيسان) الماضي. أي منذ انكشفت فعلة أحد السكان، جوزيف فرتزل، الذي سجن ابنته طيلة  24 سنة مجبراً إياها على معاشرته، ومنجباً منها سبعة أطفال. فمنذ ذلك الحين أطلق الإعلامان العالمي والمحلي على هذه القضية البشعة التي هزت النمسا اسم قضية «أمشتيتين» .

بيان عمدة أمشتيتين صدر صباح أمس، في حين أوضح مكتبه أن العمدة وناطقه الرسمي «ليسا حاضرين لإجراء أي مقابلات صحافية لكونهما في إجازة» مع العلم أن المحاكمة ستبدأ صباح الاثنين المقبل. من جانب آخر لم يحظ الصحافيون الذين وصلوا إلى المدينة الصغيرة التي يسكنها حوالي 23 ألف نسمة، وتقع بإقليم النمسا السفلى، إلا على إجابات مقتضبة من السكان، مثل «لا تعليق» و«دعني وشأني». بيد أن محامي المتهم أثار نوبة من الغضب العارم، إثر حديث وحيد أدلى به لمحطة التلفزيون النمساوي الحكومي «أو آر إف» قلل فيه من اتهام موكله بتهمة الاغتصاب. وقال إن بينات هذه التهمة في نظر القانون تقوم على «درجات». وأعلن أن موكله سيرد بأنه غير مذنب إذا وجهت إليه المحكمة تهمتي الاستعباد والقتل لجنين صغير توفي بعد فترة قصيرة من ولادته. وكانت التحقيقات قد أشارت إلى أنه أحرق جثة المولود، الذي لم يعش غير ثلاثة أيام لعدم حصوله على علاج سريع لضيق في التنفس. وأن المتهم نثر رماد الجثة لكي يخفي معالمها في حديقة منزله على سطح الأرض، بينما كانت ابنته مسجونة في قبو تحت أرضية المنزل نفسه. وعلى صعيد آخر، كشف جوزيف اوتسلبيغر، وهو صاحب مطعم بمدينة سينت بولتن، عاصمة إقليم النمسا السفلى حيث ستجرى المحاكمة، أنه تسلم بالفعل خطاباً من عمدة المدينة يطالبه فيه بحذف اسم المتهم من طبق اللحم المدقوق الذي أطلق عليه «فرتزل شنيتزل» وإلا فإن المتهم فريتزل سيقاضيه ...!! وتابع صاحب المطعم أنه سعيد بالاسم، ولن يغيره، خاصة أن الطبق أصبح المفضل عند حشود الإعلاميين والسياح والفضوليين الذين جاؤوا إلى سينت بولتن بالمئات لمتابعة تفاصيل المحاكمة.