العداء المستحكم بين موسكو وتبيليسي يهدد مشاركة جورجيا في «اليوروفيجن» 2009

المنظمون اكتشفوا «تلميحات سياسية» في أغنيتها

TT

ممنوع منعا باتا أي عبارات سياسية أو إشارات سياسية، وببساطة فإن السياسة محظورة تماما. هذا هو المبدأ الذي قامت عليه القواعد التنظيمية لمسابقة «اليوروفيجن» الغنائية التلفزيونية السنوية، التي ينظمها الاتحاد الأوروبي للإذاعات منذ عام 1956، وتعتبر أكبر تظاهرة أوروبية غير رياضية، إذ يقدر عدد مشاهديها ما بين 100 إلى 600 مليون مشاهد على نطاق العالم. ولكن، هل يعقل أن تبتعد السياسة وتتوارى إذا كانت المسابقة أساسا تقوم على مبدأ تمثيل الدول، ويصار إلى التصويت أيضا على مستوى الدول المشاركة كل دولة على حدة، ولو مع منع ناخبي الدولة المعنية من التصويت لممثلها (فردا كان أو فرقة)؟ فقد جرت العادة أن يهب شعب كل دولة مشاركة لمن يمثل أكثر الدول قربا عاطفيا أو ثقافيا أو لغويا منه. بالأمس حملت الأخبار إعلان جمهورية جورجيا تفضيل الانسحاب من مسابقة هذا العام، التي ستقام في العاصمة الروسية موسكو، أيام 12 و 14 و16 مايو (أيار) المقبل، بمشاركة 43 دولة، بدلا من الخضوع لأوامر المسؤولين عن المسابقة، الذين طالبوا جورجيا بتغيير كلمات الأغنية، التي اختارتها لتمثيلها، بحجة أن كلماتها تنطوي على «غمز ولمز» سياسيين. ومما يذكر أن جورجيا، الجمهورية السوفياتية سابقا، التي خاضت أخيرا مع روسيا حربا طاحنة، اختارت لتمثيلها فرقة موسيقى «بوب» تضم شابا اسمه ستيفان، وثلاث شابات، أغنيتها الخفيفة الراقصة تحاول التلاعب بالكلمات – على ما يبدو – لكي تشفي غليل الجورجيين مما عانوه من الروس، خاصة من رئيس الوزراء الحالي ورئيس الجمهورية السابق فلاديمير بوتين. فبكلمات إنجليزية يغنون كلمات تقول «لا نريد بوتين»، متلاعبين بكلمتي «بوت» و«إن» الإنجليزيتين الواردتين في النص المنفصلتين كتابة والمربوطتين لفظا. غير أن «الحيلة» الجورجية لم تنطل على المنظمين، الذين طالبوا بتغيير الأغنية أو تعديل كلماتها، التزاما بقواعد المسابقة، على الرغم من تذرع الفرقة بأن الأمر مجرد طرفة، وأن روسيا هي التي سيست الكلمات، فمارست ضغوطا على المنظمين، خاصة، وأن المسابقة ستجري في موسكو بعدما فازت روسيا بها في العام الماضي.