اليوم تبدأ محاكمة أشهر جريمة تشهدها النمسا منذ الحرب العالمية الثانية

TT

وسط إجراءات أمنية مشددة وحظر كامل للطيران من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء، حول فضاء محكمة الجنايات بمدينة سينكت بولتون، عاصمة إقليم النمسا السفلى، تبدأ اليوم محاكمة أشهر جريمة، تشهدها النمسا، منذ الحرب العالمية الثانية. حيث يقف المتهم جوزيف فرتزل، 74 عاما، مواجها تهم الخطف والحبس والقتل والاغتصاب والاستعباد. وهي المرة الأولى التي يواجه فيها مواطن نمساوي تهمة الاستعباد.

وكان فرتزل، وهو مهندس ورجل أعمال معروف في مدينته أمشتيتين الصغيرة، ذات الـ 23 ألف نسمة، الواقعة على بعد 120 كيلومترا، غرب العاصمة فيينا، قد أقدم على خطف ابنته اليزابيث 40 عاما، عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها، مجبرا إياها على العيش داخل قبو سري، محكم الإغلاق ببوابة تغلق كهربائيا بإحكام، بناه خصيصا لإقامتها، حيث عاشت طيلة 24 سنة، منجبة منه 7 أطفال. وكان قد توفى أحدهم بعد الولادة مباشرة، وحرقت جثته في فرن بالمنزل لإخفائها.

وكان قد ادعى أن ابنته التي هربت، تعود لترمي بأطفالها، على عتبة منزله حتى يتبناهم ووالدتها، التي لم تقل إنها لا تعرف الحقيقة، إلا في أبريل (نيسان) الماضي، عندما تكشفت تفاصيل الجريمة، بعدما اضطر لإخراج البنت الكبرى، 19 عاما ، للمرة الأولى في حياتها، والذهاب بها للمستشفى لإصابتها بمرض خطير، خشي من عواقب وفاتها. وكان أن قادت تحريات الأطباء ، الذين لم يعثروا للمريضة على سجل طبي، لاكتشاف الجريمة.  الجريمة المأساة هزت النمسا والعالم، تاركة الكل يتساءل: كيف يقدم والد على هذا العمل؟ وكيف أمكنه أن يخفيها، دون أن يشك أحد طيلة تلك السنين؟ وكيف عاش حياة عادية كزوج، ورب أسرة، وجد حنون، ورجل أعمال مرفه يسافر في نزهات لمنتجعات سياحية لأسابيع، فيما ابنته وأطفالهما محبوسون تحت الأرض. هذا ومن المقرر، أن ترأس المحاكمة القاضية اندريا هومر، 48 عاما، المتخصصة في القضايا الجنسية. يشارك في إصدار الحكم هيئة محلفين، تتكون من 8 أشخاص، و 4 احتياطيين، أعلن أن جميعهم سيمكثون طيلة أيام المحكمة الخمسة، في موقع سري، قدرت وسائل الإعلام أن يكون قاعدة ثكنة مهجورة، طالتها إجراءات الصيانة مؤخرا.