النمسا تطوي صفحة «الذئب البشري» فريتزل.. بعد اعترافه بكل التهم الموجهة إليه

إفادة ابنته حسمت «قضية أمشتيتن» بالحكم عليه بالسجن المؤبد

TT

حكمت المحكمة الجنائية بمدينة سينت بولتن، عاصمة إقليم النمسا السفلى، ظهر أمس على جوزيف فريتزل (74 سنة) بطل «قضية أمشتيتن» السّيئة الصيت بالسجن مدى الحياة. وجاء هذا الحكم بعد اعترافه بتهم الإهمال المؤدي للموت والاستعباد والسجن والاغتصاب وسِفاح المحارم. والمعروف أن فريتزل، وهو مهندس كهربائي ورجل أعمال ثري، وزوج ووالد لستة أولاد وبنات، كان قد أقدم على حبس ابنته إليزابيث، منذ كانت في الثامنة عشرة من عمرها لمدة 24 سنة، في قبو شيّده تحت أرضية منزله، الذي نشأ فيه وعاش فيه طيلة حياته. وأنجب منها 7 أطفال، توفّي احدهم بعد مولده بـ66 ساعة، وتركه فريتزل يموت من دون أن يحاول إنقاذه من ضيق في التنفس. فريتزل أقرّ أمام القاضية والمحلفين الثمانية صباح أمس بجرائمه، وأكد استحقاقه الإدانة بكل التهم الموجهة إليه الواحدة تلو الأخرى. وصوتت هيئة المحلفين على الإدانة بالإجماع. هذا وكان فريتزل قد اعترف بجريمتي الحبس والاغتصاب فقط لدى بدء إجراءات  محاكمته، الاثنين الماضي. إلا أنه غير شهادته بعد جلسة يوم أول من أمس فجأة بعدما شاهد شريط فيديو طوله 11 ساعة تضمن شهادة ابنته إليزابيث التي رفضت الوقوف أمامه للإدلاء بشهادتها، ووافقتها المحكمة على ذلك. وسجلت الابنة في شريط الفيديو مسيرة عذابها في الأسر تحت الأرض، ومعاناتها على فراق 3 من أولادها كان أبوها قد قرّر إخراجهم تباعاً من القبو خوفاً من إزعاجهم، مدعياً أنهم أحفاده الذين تعود ابنته «الهاربة» لتركهم له أمام باب المنزل لكي يتكفل برعايتهم. تعد «قضية أمشتيتن»، التي عرفت أيضاً بـ«قضية بيت الرعب» أفظع وأكبر قضية من هذا النوع شهدتها النمسا بعد الحرب العالمية الثانية. وقد أثارت في آن معاً اهتماماً واشمئزازاً عالميين منذ كشف النقاب عنها لأول مرة في أواخر أبريل (نيسان) الماضي. ويومذاك كان فريتزل قد اضطر لاصطحاب ابنة له من إليزابيث لعرضها على أطباء مستشفى المدينة إثر تعرضها لمرض غريب خشي أن يؤدي إلى وفاتها. وإذ ذاك استغرب الأطباء تغيب الأم عن مرافقة ابنتها وعجز «الجدّ» - كما قدّم فريتزل نفسه ـ عن إعطائهم أي معلومات عن تاريخ المريضة الصحي. وعندها وجّهوا إلى الأم نداء عبر التلفزيون طالبين منها أن توافيهم مهما كان سبب غيابها بالتاريخ الصحي للمريضة، التي لم يجدوا لها سجلا طبياً، كما هو الحال بالنسبة لكل سكان النمسا. وكان أن شاهدت الأم السجينة النداء عبر جهاز تلفزيون كان من قطع الأثاث القليلة التي تضمنها القبو. فرجت والدها أن يفرج عنها.