مصر: تشكيل لجنة فنية لفحص لوحات قصر محمد علي التسع للتأكد من أصالتها

سرقتها أصبحت ظاهرة محاطة بالغموض

TT

يعتزم المجلس الأعلى للآثار في مصر تشكيل لجنة فنية عاجلة لفحص اللوحات التسع التي تمكنت أجهزة الأمن من استعادتها أخيرا بعد سرقتها من قصر محمد علي الأثري في منطقة شبرا الخيمة شمال القاهرة.

هدف اللجنة التأكد من «أصالة» اللوحات التسع لجهة صحة هويتها، رغم تأكيد خبراء أثريين أنها اللوحات الأصلية حسب الشواهد الأولية، ورغبة في حسم المسألة تقرر تشكيل اللجنة، كما تقرر أيضا حصر جميع مقتنيات القصر.

غير أن ما يثير الشك حقا هو أنه في أقل من خمسة أشهر تعرضت لوحات تاريخية للسرقة أو الاختفاء من أماكنها ليعثر عليها لاحقا وتعاد إلى مواقعها. وكان آخرها ـ قبل اختفاء اللوحات التسع ـ اختفاء لوحتين من دار الأوبرا المصرية من أعمال الفنان حامد ندا، خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعيدتا إلى الأوبرا بعد أيام قليلة من الإعلان عن اختفائهما. وكانت هاتان اللوحتان قد سرقتا من دار الأوبرا، واشتراهما الفنان المصري هشام قنديل المقيم بالمملكة العربية السعودية، بمبلغ مائة ألف جنيه من أحد الأشخاص. لكنه فور علمه بواقعة السرقة عزم على إعادتهما إلى دار الأوبرا، وسلم اللوحتين إلى وزير الثقافة فاروق حسني، ومن ثم أعيد لقنديل المبلغ الذي دفعه لشرائهما. واتضح في ما بعد أن السارق موظف بدار الأوبرا نفسها.

أما أشهر اللوحات التي أثارت جدلا حول اختفائها من المتاحف المصرية فكانت لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان الهولندي الشهير فان جوخ، التي رسمها عام 1886، وكانت معروضة في متحف محمد محمود خليل وحرمه بالجيزة. ولقد أثيرت حولها ضجة كبيرة في يونيو (حزيران) 1988، حين كتب الأديب الراحل الدكتور يوسف إدريس في صحيفة «الأهرام» القاهرية أنها نسخة مزيفة، وأن النسخة الأصلية بيعت بعد سرقتها في إحدى أكبر صالات المزادات بلندن بمبلغ 43 مليون دولار. وكانت اللوحة الوحيدة في الشرق الأوسط للفنان الهولندي الشهير قد سرقت عام 1978 ثم أعيدت بعد فترة قصيرة إلى المتحف بصورة غامضة، وهو ما جعل البعض يقول إن الغرض من السرقة كان نسخ اللوحة، وإن الموجودة هي النسخة المقلدة، والأصلية هربت إلى الخارج. إلا أن خبراء فرنسيين فحصوا اللوحة وأكدوا أصالتها، وحصلت أيضا على شهادة بأصالتها من أكبر المراكز الفنية في العالم.