إسبانية تستعيد ابنتها من والدها العراقي

بعد 3 سنوات من البحث والمتابعة.. سارة المختطفة عادت من البصرة

TT

وصلت الإسبانية لتيثيا موراجو، مساء الأحد الماضي، إلى مطار مدريد باراخاس الدولي، بعد ثلاث سنوات من البحث والمتابعة. فبعد استطاعت بعدها العثور على ابنتها «سارة» في مدينة البصرة جنوب العراق، ونقلتها إلى العاصمة الإسبانية مدريد. وقد تطلب نقل الفتاة البالغة من العمر 11 عاما، جهودا مضنية، شاركت فيها السفارة الإسبانية ووزارة الخارجية ووسائل الإعلام وشخصيات إسبانية عديدة.

ولتيثيا موراجو كانت متزوجة من عراقي مقيم في إسبانيا، ولها منه ثلاثة أولاد. غير أن الزوجين افترقا بعد ستة عشر عاما. وقد منحت المحكمة الإسبانية الأم حق الوصاية على أبنائها. وكان يسمح لسارة برؤية والدها أسبوعيا. وفي سبتمبر (أيلول) عام 2006، نقل الأب، الذي كان يلتقي ابنته كالمعتاد، الطفلة إلى العراق. وبدأت الأم رحلة بحث مضنية عن ابنتها، إلى أن تلقت مكالمة من طليقها يخبرها فيها بأن سارة أصبحت في مدينة البصرة العراقية، ويطمئنها بأنها بخير، وأنها تستطيع زيارتها إن رغبت في ذلك.

لكن الأم رفضت فكرة الذهاب إلى البصرة بسبب الأوضاع الأمنية الحرجة، وتقدمت بدعوى قضائية ضد طليقها في مدريد. وقد أصدر الإنتربول أمرا بإلقاء القبض على الزوج السابق. بعد ذلك قررت الأم الذهاب إلى الكويت، وكانت تأمل في أن تستطيع الاتصال من هناك، بسفارتي إسبانيا في الكويت والعراق، لمساعدتها على حل المشكلة، لكن جهودها لم تفلح، وعادت إلى مدريد. ثم تعاقدت مع شخص أكد لها أن باستطاعته أن يأتي بالطفلة من البصرة إلى مدريد حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة، مقابل 40 ألف يورو، لكنه خدعها ولم ينفذ. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، التقت الأم وزير الخارجية الإسباني ميغيل آنخيل موراتينوس، لبحث قضيتها، ثم قررت الذهاب إلى البصرة ومقابلة المسؤولين هناك بمساعدة من السفارة الإسبانية في العراق، وذلك لتقديم دلائل على تزييف الأب بعض الوثائق المتعلقة بالابنة. يقول خابيير بريثيادو، وهو مرافق للأم ومتحدث باسم العائلة: «لقد استطعنا أن نثبت للقاضي العراقي، في البصرة، ما قام به الأب من عمليات تزييف، فأمر بإلقاء القبض على الأب وإيداعه السجن، وعندها بدأنا محادثاتنا مع عائلته واستطعنا أن نخرج سارة من العراق». وقد منح سفير إسبانيا في العراق فرانثيسكو إلياس، لسارة على عجل حق المرور، حيث لم تكن تحمل الجواز الإسباني. وبالفعل عادت الأم مع ابنتها إلى مدريد، وكان أول ما صرخت به عند وصولها مطار العاصمة: «لقد تحققت المعجزة، إنها معجزة»، وأضافت: «لقد تم حل المشكلة بعد جهود بذلتها وزارة الخارجية الإسبانية دامت عاما كاملا».