ألمانيا تشكل مراكز إنذار لحماية تلاميذها

TT

بعد أيام من تأبين ضحايا مجزرة فينندن الألمانية الـ 16، تلقت سلطات مدينة كولون 10 تهديدات كاذبة من تلاميذ مدارس، ادعوا العزم على ارتكاب مجازر مماثلة في مدارس المدينة. وفي حين كان الآلاف يشاركون في مظاهرة تأبين صامتة في كولون، لشابين توفيا إثر انهيار مبنى أرشيف المدينة التاريخي، كان يحلو للبعض السخرية من رجال الشرطة بتلك الطريقة. وإذ وردت معظم هذه السخريات الثقيلة كرسائل إلكترونية إلى مراكز الشرطة في المدينة، وقع التهديد الأخير في حي نيبيس داخل أحد الفصول الدراسية، حين فوجئ تلاميذ الفصل بكتابة على اللوح تهدد بارتكاب مجزرة في اليوم التالي. وقد اضطرت إدارة المدرسة إلى إبلاغ الشرطة التي باشرت التحقيق في الموضوع، وتبين أن القضية لا تعدوا كونها مزحة سمجة. وأكدت شرطة المدينة وصول 10 تهديدات بارتكاب مجازر خلال الفترة التي أعقبت ارتكاب مجزرة فينندن يوم 11 مارس الماضي. وتلقت الشرطة أكثر من 70 تهديدا مماثلا من مدارس كولون وليفركوزن خلال الأشهر الـ 14 الأخيرة، واضطرت الشرطة للتدخل في كل مرة، لكن التحقيقات لم تسفر عن أية نتيجة.

وهددت الشرطة، من خلال الصحف، بإقامة دعوى قضائية وفرض عقوبات مالية تصل إلى 100 ألف يورو، ضد كل من تسول له نفسه العبث بهذه الطريقة. كما هددت إدارات المدارس بفصل كل من تثبت عليه تهمة تلفيق الإنذارات فورا، كما التقت بأهالي التلاميذ للتشاور في الموضوع.

وكان الطالب السابق في مدرسة فينندن، تيم ك.(17 سنة)، قد اقتحم المدرسة أثناء الدوام، وأردى 15 شخصا، بينهم 10 تلاميذ، قتلى بنيران مسدسه، قبل أن يوجه الرصاص إلى رأسه. وأثبتت التحقيقات أن تيم أعلن عن جريمته قبل أيام على الإنترنت، إلا أن أحدا لم يصدقه.

وشكلت ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، مركزا للإنذار المبكر من المجازر في المدارس في العاصمة المحلية دوسلدورف. وتم تكليف خبراء في الجريمة وفي الكومبيوتر بمراقبة الإنترنت، والكشف عن نوايا مرتكبي المجازر قبل وقوعها. وتم تعميم أرقام تلفونات المركز على الأهالي، وخصوصا التلاميذ والمعلمين، بغية إفساح المجال أمام البلاغات المحتملة.

وذكر جورج تسيللنر، الذي يترأس مركز الإنذار، أن معظم مرتكبي الجرائم الحقيقيين يعلنون عن نياتهم قبل أيام، رغبة في تحدي المجتمع. وكان المركز قد نجح في الأيام الماضية، في تجنب مجزرة في مدينة تقع قرب الحدود البلجيكية، حيث عثر رجال الشرطة في بيت التلميذ المشتبه به على أسلحة وقنابل.