جزار أميركي يعد «عشاء كساد» للفقراء العاجزين عن شراء اللحم

الأزمة المالية العالمية تعيد إلى نيويورك أجواء العشرينات

TT

تعيد حدّة الأزمة المالية وتداعياتها المعيشية حتى في أغنى دول العالم فتح صفحات أليمة من الماضي. وفي الولايات المتحدة، حيث أكبر اقتصادات العالم، يبدو أن البعض في الأحياء الفقيرة بالمدن الكبرى يعيش أجواء تذكّر بأجواء البؤس إبان «الكساد الكبير» في عقد العشرينات من القرن العشرين. فقد نقلت وكالة الانباء الألمانية عن صحيفة الـ«ديلي نيوز» الشعبية واسعة الانتشار بمدينة نيويورك، أن جزاراً ومالك متجر لحوم اسمه جيفري روهالتر (53 سنة) قرّر، في ظل الارتفاع العام للأسعار بما فيها السلع الغذائية، مساعدة الفقراء بإعداد «موائد خيرية» لهم. وقد اتفق مع عدد من أصحاب متاجر بيع المواد الغذائية الآخرين في حي «لووير إيست سايد» (جنوب شرق مانهاتن)، حيث يوجد متجره، على إقامة مأدبتي عشاء شبه مجانيتين لـ 115 من الأزواج الفقراء في ما سماه «عشاء الكساد». وأوضح روهالتر للصحيفة أن «عشاء الكساد» لن يكلف أي زوجين مؤهلين للاستفادة من هذا العرض سوى 10 دولارات، مشيراً إلى أن هذا المبلغ هو تكلفة إيجار المطعم الذي سيقام فيه العشاء، وسيصار إلى توزيع الأزواج على مجموعتين، الأولى ستتناول عشاءها نهاية الشهر الحالي والثانية بداية الشهر المقبل. وأوضح روهالتر أنه يشترط لاستفادة أي زوجين من هذه الفرصة لتناول عشاء شبه مجاني ـ يتألف من شرائح لحم وخضراوات مشوية وجبن من نوع فاخر وحلوى ـ تقديم أوراق تثبت أنهما يحصلان على إعانة بطالة من الدولة أو وثائق تؤكد أنهما يواجهان الطرد من مسكنهما لعجزهما عن سداد أقساط الرهن العقاري. وأوضح أن عملية اختيار المستفيدين من عرض «عشاء الكساد» تعتمد على أسبقية تقديم الأوراق أو الوثائق إلى عنوان متجره. وتابع أن الفكرة خطرت له عندما رأى زبائن لمتجره ما عادوا قادرين على شراء رطل من اللحم، ومنهم سيدة أجهشت بالبكاء عندما اكتشفت أن الرصيد المتاح في بطاقتها الائتمانية لا يكفي لشراء لحم بقيمة سبعة دولارات.