لعل أقل ما يمكن أن يقال في الخبر الذي نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية العريقة هي أنه «مزحة ثقيلة الدم»، فكل الذين لم يتذكروا أن يوم أمس كان الأول من ابريل (نيسان) – أي يوم كذبة إبريل (تقليد متبع في الكثير من البلدان الغربية)، ربما أصيبوا بفاجعة لقراءة العنوان الذي تصدر الصفحة الخامسة من الجريدة، والذي قال «بعد 188 من الحبر، الغارديان تتحول إلى تويتر». وجاء في الخبر أن الصحيفة قررت أن تتحول بالكامل إلى خدمة تبث عبر موقع «التدوين المصغر» المعروف باسم «تويتر» Twitter، والذي لا يسمح لكل مشترك سوى بإرسال 140 حرفا فقط في كل تدوينة.
ونقلت القصة، المفبركة طبعاً، عن خبراء في مجال الإعلام قولهم إن «أي خبر يمكن روايته في 140 حرفا»، مضيفة أن الصحيفة باشرت في مشروع لتحويل أرشيفها العملاق الذي يعود لـ 188 سنة إلى صيغة «متلائمة» مع موقع «تويتر»، بحيث تختصر كل قصة غطتها الصحيفة إلى 140 حرفا. وأعطت «الغارديان» أمثلة عن كيف يمكن أن تبدو مجموعة من أشهر الأحداث والقصص الصحافية في صيغة «تويتر»، فمثلا في عام 1927 كانت هناك قصة تقول «يا إلهي.. أول رحلة عبر الأطلسي، بقية الأخبار مملة»، وفي عام 1940 قصة تقول «تشرشل يلقي كلمة الآن تقول إننا سنحارب على الشواطئ.. لن نستسلم، الكلمة كاملة على يوتيوب».
لكن وكما يقول المثل فإن «حبل الكذب قصير»، فسرعان ما علقت المدونات الالكترونية على الموضوع منبهة إلى أنه مجرد طرفة بمناسبة الأول من أبريل.. أما بالنسبة لمن صدق الخبر، فما عليه سوى أن يتوجه إلى كشك بيع الصحف اليوم للتأكد بنفسه.