الشرطة النمساوية تنصح المواطنين بالامتناع عن مقاومة لصوص البيوت

إسقاط الحدود في أوروبا سهل مهمتهم

TT

إذا فتحت عينيك وفوجئت باللصوص أمامك، داخل غرفة نومك، فليس عليك إلا أن تتظاهر بالنوم. فحياتك عند أمثال هؤلاء لا تساوي شيئاً، وأكثرهم لن يتردد في قتلك. هذه نصيحة غالية وعملية، بلا شك، لكنها رغم وجاهتها أثارت غضب كثيرين، خاصة أن من أسداها هو أحد أفراد الشرطة. فالنصيحة «الاستسلامية» صدرت عن جوزيف يانيش، الناطق باسم قسم السرقات والسطو على المساكن في شرطة العاصمة النمساوية فيينا. وكان يانيش، قد قدّم نصيحته لمجموعة من سكان المنطقة الرابعة في فيينا خلال لقاء شعبي مع عدد من الأسر بعدما تكرّرت السرقات في عدة مناطق من المدينة، وبعضها أثناء ساعات العمل نهاراً. المواطنون، كما عبّروا لوسائل الإعلام، فوجئوا بحديث المسؤول الذي لم يتوقعوه مطلقاً، بل يأملون ألا يضطروا للعمل بموجبه. وهذا مع أن بعضهم أقر بحكمة النصيحة ولو كانت صادمة. ذلك أن المتوقع في حالات من هذا النوع تأكيد مقولات مثل «الشرطة في خدمة الشعب» وأنها «عين ساهرة لا تنام».. و«أنها لا تألو جهداً في تعقّب الأشرار» و«تبذل قصارى جهدها لاجتثاث الجريمة وبسط الأمن». وما كان وارداً نصح المواطنين بالتظاهر بالنوم كي لا يحدث صدام بينهم والجناة.

الشرطة، من جانبها، أكدت أنها تفعل كل ما بوسعها لبسط الأمن الشامل في المدينة، التي تعتبر بكل المقاييس، من أكثر العواصم الأوروبية أماناً ليلا ونهاراً. ولكنها ذكّرت بأن ذلك لا ينفي حدوث حالات تسلل، خاصة بعد فتح حدود النمسا مع ثمانية من جيرانها التسعة، مما جعل المعابر، عدا تلك الرابطة بين النمسا وليختنشتاين، من دون رقابة حدودية منذ مارس (آذار) 2008 بعد توسعة اتفاقية شينغن الأوروبية. وأوضحت أن بعض المجرمين صاروا «ينتشرون أوروبياً» في شكل عصابات صغيرة العدد وسريعة الحركة والتنقل غرضها سرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه ثم الفرار بالغنيمة سريعاً. وحرصت الشرطة عبر مسؤوليها على التنبيه إلى أن أفراد تلك العصابات لن يترددوا في القتل إذا ما جوبهوا بمقاومة، والهروب بسرعة، كي لا يقعوا في قبضة رجال الأمن.