والد ساركوزي يقيم معرضا للوحاته في أمستردام

كشف في مقابلة تلفزيونية تفاصيل وصوله إلى فرنسا حافيا

الأب الرسام مع إحدى لوحاته التي رسم فيها ابنة الرئيس («الشرق الأوسط»)
TT

يعتزم بال ساركوزي، والد الرئيس نيكولا ساركوزي، إقامة معرض للوحاته في أمستردام، قريباً. وينتمي الرسام الثمانيني إلى المدرسة السريالية في الفن. وفي واحدة من لوحاته التي ستعرض في العاصمة الهولندية، رسم الأب الفنان ابنه الرئيس وهو يعلق في أُذنه قرطاً على هيئة وسام الشرف الفرنسي، ويتدلى منه برج «إيفل». وكان الرسام قد أهدى هذه اللوحة إلى ولده، غداة انتخابه رئيساً، وعرضت للمرة الأُولى في معرض أقامه في مدريد، العام الماضي.

وفي مقابلة نادرة مدتها نصف ساعة، أدلى بها والد ساركوزي إلى قناة تلفزيونية فرنسية خاصة، كشف هذا الأرستقراطي الهنغاري الأصل ظروف هجرته إلى فرنسا في أواخر أربعينات القرن الماضي، ومروره بسنوات صعبة، قائلاً «وصلت إلى باريس حافياً، وبدون نقود، ونمت ليلتي الأُولى في فوهة للمترو. ثم عملت ساعياً لنقل علب الأفلام، ثم مقيساً للمساحة. وكنت أسير على القدمين من مكان سكني البعيد إلى مكان عملي، لأنني لم أكن أملك ثمن تذكرة النقل، لكن المرء يستطيع أن يُولد ثانية في الحياة».

وأضاف بال ساركوزي في المقابلة التي جرى بثها أمس، أنه عاصر كل مآسي القرن الماضي، وشهد صعود ستالين وهتلر، ولم يعش طفولته، ولم يتح له أن يتلقى تعليماً، لكن يوم انتخاب ولده نيكولا رئيساً لفرنسا كان «لحظة كبرى» بالنسبة له، هو الذي بدأ حياته مهاجراً هنغارياً مشرداً في الشارع، وبنى حياته من لا شيء، معتبراً أن ما أنجزه ابنه هو استكمال لنجاحه.

 ورغم ما هو معلن عن التوتر الذي شاب علاقة الرئيس بوالده، في مرحلة سابقة، أكد بال ساكوزي أن الصلات بينه وبين ابنه ممتازة، وأنه التقى به في عيد ميلاده، ثم في حفل زواجه من كارلا بروني، وهو يتصل به هاتفياً باستمرار. وأضاف أن «من الصعب الاحتفاظ بعلاقات طبيعية مع ولد يعمل رئيساً للجمهورية، ويمضي 17 ساعة يومياً في المكتب، ويسافر كثيراً». وكشف الأب أنه إذا أراد الحديث مع ابنه، فإنه يتصل به على هاتفه الجوال، أو يرسل إليه رسالة نصية، أو يترك له خبراً عند السكرتارية، وهو سرعان ما يعاود الاتصال بأبيه. وعندما دخل المستشفى العسكري في باريس للعلاج، قبل فترة، كان الرئيس يتصل به مباشرة.

ومن منظور الأب، فإن «نيكولا ليس محظوظاً، لأن الأزمة الاقتصادية بدأت بعد أشهر من انتخابه»، لكنه يعتبر ابنه سياسياً كبيراً، وذا قدرة استثنائية على التواصل والمخاطبة، بحيث إنه «يستطيع أن يقلب الموقف في صالة معارضة له». وينتمي بال ناغي بوسكا ساركوزي إلى عائلة من ملاك الأراضي، فقدت عِزَّها بعد مصادرة الروس لأملاكها، ولجأ أفرادها إلى النمسا مع قيام الحرب العالمية الثانية. وكان قد تعلم الفرنسية بفضل دراسته في مدرسة سويسرية أثناء الطفولة، وقبل سوقه إلى الخدمة العسكرية في بلده الأصلي، تَمَكَّن من الهرب والدخول إلى فرنسا متطوعاً في الفرقة الأجنبية في الجيش، وكان مقر وحدته مدينة سيدي بلعباس في الجزائر. وبعد تسرحه من العسكرية وتنقله بين أعمال مختلفة، تعرف على زوجته الأُولى، أندريه ملاح، وكانت ابنة طبيب يهودي ميسور، أحبته لوسامته وميوله الفنية، وتزوجته لينجبا ثلاثة أبناء، أوسطهم نيكولا. ثم انفصل الزوجان في عام 1963، عندما كان نيكولا في الثامنة من العمر، وتولى جده تربيته. بعدها رحل بال، الذي صار يدعى بول، إلى نيويورك وتزوج ثانية هناك، دون أن يقطع صلاته تماماً بأولاده في فرنسا.