مدينة كلاغنفورت النمساوية الصغيرة تنافس العاصمة الأميركية واشنطن بـ «بيت أزرق»

TT

شاعت شهرة «البيت الأبيض» في واشنطن لأهميته السياسية، ولكونه مقر رؤساء الجمهورية الأميركيين، غير أن اللون صار على أي حال جزءاً من شهرة أحد أشهرة المباني في العالم. واليوم يثير زوبعة مبنى آخر أصغر حجماً وأهمية بكثير في مدينة كلاغنفورت، عاصمة إقليم كارينثيا، أما سبب تصدره فجأة الأخبار المحلية.. فلونه الأزرق. في صباح أول من أمس فوجئ سكان شارع هنزلشتراسا بالجزء الجنوبي من كلاغنفورت (نحو 92 ألف نسمة)، بتحول المنزل رقم 34 إلى كتلة زرقاء، من أسفله وحتى أعلى بقعة فيه. والحقيقة أن اللون الأزرق - من النوع الغامق - طغى على داخله أيضاً، بدءاً من الجدران والمدخنة والأقبية إلى الأبواب والنوافذ والأثاث والإضاءة والتجهيزات الصحية. طبعاً، أثار هذا المظهر الجديد للمنزل انتباه الجيران والمارة. واستفز لونه غضب البعض واشمئزاز آخرين، ممن اشتكوا للمسؤولين مطالبين بتغييره، وإعادة طلاء المنزل بلون يتماشى وألوان بقية منازل الحي، ولا يشوِّه المنظر العام. ولكن، في المقابل، تحول المنزل أيضاً إلى مزار لكل من شاء دخوله بدافع الفضول، ولمن وجهت إليهم الدعوة لإبداء وجهة نظرهم كجزء من تجربة بحثية، كما أوضح لوسائل الإعلام المهندس المعماري المسؤول بيتر كاشنغ. كاشنغ، الذي كان بدوره يرتدي بذلة زرقاء، أشار إلى أن طلاء المنزل باللون الأزرق «جاء كجزء من تجربة علمية عملية لدراسة أثر رد فعل العين الإنسانية عند انتقالها في مساحة محددة، وهي محبوسة داخل إطار لون واحد فقط، بدلاً من مجموعة ألوان متعددة، متنافرة أو متناسقة، كما يحدث عادة داخل المنازل والمباني، حيث تتنوع الألوان»، مبيناً أن «حبس» العين، و«سجن» الرؤية في لون واحد فقط ـ كما اتضح ـ يغير المنظور الثلاثي الأبعاد في الغرفة.   وتابع أن القصد من الدراسة أن تكون واقعية، «ولذا، استخدم منزل كان عادياً قبل التجربة، جرى تحويله إلى حقل اختبار، سمح بدراسة ورصد رد فعل أناس عاديين ممن شاهدوه. وذلك ما لم يكن ممكنا تحقيقه بالدقة المطلوبة، لو اعتمد فقط على محاكاة الكومبيوتر». واختتم كلامه مطمئناً كل من لم ينل الطلاء الجديد رضاه بأن المنزل سيهدم بالكامل في نهاية الأسبوع.