سمكة «الباسا» الفيتنامية تثير ذعرا في أوساط المصريين

أقبلوا عليها لرخص أسعارها ثم تراجعوا بفعل حملة مضادة

TT

تثير أسماك فيتنامية اسمها «الباسا» حالة من الذعر في أوساط المواطنين المصريين من محبي أكل الأسماك، على خلفية تقارير إعلامية وجدل طبي وندوات، عن احتوائها على مواد مسرطنة وكيماويات وسموم. كان بيع هذه الأسماك قد راج في محال تجارية كبرى في القاهرة والأقاليم، واشتد الإقبال لرخص ثمنها، البالغ نحو 10 جنيهات للكيلوغرام، مقابل حوالي 50 جنيهاً لمثيلاتها في السوق المصرية، غير أن حالة الذعر الحالية جعلت المواطنين يحجمون عن أكلها. ولقد أعادت حملة مقاطعة «الباسا» إلى أذهان المصريين الحرب الفيتنامية الشهيرة، خاصة بعدما تردد أن هذه الأسماك ملوثة ببقايا الكيماويات التي خلّفتها تلك الحرب. غير أن المستوردين يردّون بأن الحملة ضد أسماك «الباسا» يقف وراءها منتجو أسماك مصريون، لحماية تجارتهم من الإفلاس. مع هذا، ادعى عدد من نواب مجلس الشعب المصري، بينهم عباس عبد العزيز، وعماد محروس، أن «الباسا» تحمل مادة «الديوكسين» السامة، وتجري معالجتها بمادة «ميلا كايت غرين» المسببة للسرطان. لكن وزارة الصحة استبعدت ذلك، قائلة إنها تفحص ما يدخل البلاد قبل طرحه على المستهلكين، وأنها أعدمت 8 شحنات فقط من «الباسا»، لكونها غير مطابقة للمواصفات من 295 شحنة استوردها التجار من فيتنام منذ بداية العام.

من جهة ثانية، انضم إلى الجدل الدائر القانوني المصري فهمي ناشد، الذي قال لـ «الشرق الأوسط» إنه حين سمع عن موضوع السموم الموجودة في أسماك «الباسا»، فإن أول ما تبادر إلى ذهنه البحث عن أنواع السموم المستخدمة في الحرب الفيتنامية، خاصة «العنصر البرتقالي» (الآيجنت أورانج) السام في مادة الديوكسين. وأضاف ناشد أن سم «العنصر البرتقالي» يظل كامناً في الكائنات الحية لمدد تتراوح بين 10 سنوات إلى 20 سنة، ويظهر أثره في أي تاريخ لاحق. كذلك، حذّرت ندوة عقدت أخيراً في مدينة دمنهور، من الإفراط في تناول أسماك «الباسا» المستوردة من فيتنام،‏ لأنها «تعيش وتربى في مياه المجاري، ونهر الميكونغ الذي ترتفع فيه نسبة الملوثات»، لكن مسؤولاً في السفارة الفيتنامية أعلن أن «الباسا» سليمة، وأن بلاده مستعدة للتعاون مع مصر في هذا الشأن لدراستها.