رحيل الأكاديمي الفرنسي «عاشق اللغة» موريس دروان

حمل لقب «ملك فرنسا» ووضع نشيد مقاومتها ضد النازية

TT

انطفأ في العاصمة الفرنسية باريس، أول من أمس، موريس دروان، الأمين العام السابق للأكاديمية الفرنسية، وذلك قبل أيام قلائل من احتفاله بعامه الحادي والتسعين. الرئيس نيكولا ساركوزي نعى دروان بالقول إنه «كان سياسيا كبيرا وقلما كبيرا وروحا كبيرة». وكان الراحل نائبا سابقا في الجمعية الوطنية (البرلمان) ووزيرا للثقافة في أوائل سبعينات القرن الماضي، خلال ولاية الرئيس السابق الراحل جورج بومبيدو.

وولد موريس دروان دو ريناك في باريس، عام انتهاء الحرب العالمية الأولى، لأب روسي من الأورال. ونال عام 1948 جائزة «غونكور»، أرفع الجوائز الأدبية في فرنسا، عن روايته «العائلات الكبيرة». لكن شهرته الأوفر جاءته من اشتراكه مع قريبه الكاتب جوزيف كيسيل في وضع كلمات «نشيد الأنصار»، وهو النشيد الذي أداه المغني والممثل الشهير إيف مونتان وردده رجال المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية ووضعت اللحن له آنا مارلي. ولفرط حضوره في المشهد الفرنسي العام ونشاطه في الوسط الثقافي، أواسط القرن الماضي، أطلقت الصحافة على دروان لقب «ملك فرنسا». وعام 1966 انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية التي تلقب بـ«مجمع الخالدين»، وبعد سنوات أصبح الأمين العام لها «مدى الحياة». ومع زملائه الأكاديميين عكف دروان على تأليف معجم شامل للغة الفرنسية، صدرت منه عدة أجزاء. كما اشتهر بغيرته على الفرنسية وحمايتها من عبث العابثين ودعوته لصيانتها من الألفاظ الدخيلة عليها من لغات أخرى. ومن معاركه في هذا الصدد رفضه تأنيث أسماء المناصب العليا، كالوزير والنائب، في حال شغل نساء لها.

ولقد برع دروان في أكثر من فن من فنون الكتابة وكان عاشقا للكلمات. كما كان من أبرز شخصيات المقاومة ضد الاحتلال النازي لفرنسا، ولذا تقاطرت بيانات النعي له من جهات عديدة وقالت وزيرة الثقافة كريستين ألبانيل إن الراحل كان «وجها أساسيا» في تاريخ فرنسا.