بغداد تخلد أول وزيرة في العالم العربي بتمثال

نصب نزيهة الدليمي سيكون الأول لشخصية نسوية في العراق

TT

دعت الحكومة العراقية أمس أمانة بغداد لإقامة تمثال لنزيهة الدليمي (1923ـ2007) باعتبارها أول شخصية نسوية تشغل منصب وزير بالعالم العربي. ويعتبر النصب في حال تنفيذه الأول من نوعه الذي يجسد شخصية نسوية عراقية في الساحات العامة في بغداد. وأكدت رئاسة الوزراء في تعميم على الوزارات والدوائر الرسمية والمحافظات اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه «ضرورة تزويد لجنة إزالة مخلفات نظام البعث، والنظر في إقامة الجداريات والنصب الجديدة بمتطلباتها في إقامة النصب المختصة بها، فضلا عن إعلام هذه اللجنة بالأماكن والفضاءات والساحات التي يمكن استغلالها لإقامة تلك الأعمال».

من جانبه أكد مصدر في أمانة بغداد أن التعميم لم يصل إليها بعد، وفي حال وصوله ستقوم بالتنسيق مع عدد من الفنانين الكبار لتقديم نماذج للنصب المطلوب، وعرض النماذج الفائزة وتقديمها للأمانة العامة لرئاسة الوزراء للموافقة عليها، والبدء بالتنفيذ بعد اختيار المكان المناسب.

ونزيهة الدليمي، توفيت عن عمر ناهز 84 عاما، طبيبة وناشطة نسوية شغلت منصب وزيرة البلديات والأشغال في العراق بين عامي 1959 ـ 1962 في عهد الرئيس العراقي الأسبق عبد الكريم قاسم. وتعد نزيهة أول امرأة تشغل منصب وزير في العراق والعالم العربي. وتجسد سيرة نزيهة منذ ولادتها في أوساط الطبقة المتوسط في بغداد وحتى وفاتها بالمهجر في ألمانيا سيرة تلاطم التيار العلماني بين الصعود والهبوط في المعترك السياسي، وكانت الدليمي كما يروي المقربون منها تحلم في سنواتها الأخيرة بزيارة العراق بعد عقود في المنفى. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط» في يناير (كانون الثاني) 2004 إنها تنتظر انتظام الرحلات الجوية إلى بغداد لكي تتمكن من السفر إلى هناك. لكنها توفيت في برلين، ولم تتمكن من رؤية مسقط رأسها ثانية، ودفنت في السليمانية بناء على طلبها بدفنها في العراق.