هل يتوقف سيل الكتب التي تتناول وزيرة العدل الفرنسية، رشيدة داتي، بعد خروجها المرتقب من الوزارة، وتفرغها لخوض الانتخابات الأُوروبية؟ ليس ثمة إجابة قاطعة، لا سيما أن تحركات الوزيرة، المغربية الأصل، لا تزال تثير فضول الصحافيين وبالتالي القراء. أمس، صدر كتاب جديد عن داتي بعنوان «كحل بالدموع». صاحبة الكتاب الصادر عن منشورات «سوي» المرموقة، هي الكاتبة والصحافية جاكلين ريمي، رئيسة التحرير السابقة لصفحات المجتمع في مجلة «الإكسبرس». وحسب الفصول التي حصلت مجلة «لوبوان» على حقوق نشرها، فإن المؤلفة تكشف أن رشيدة داتي كانت قد طلبت من الرئيس نيكولا ساركوزي أن يكون عراب طفلتها زهرة. وتضيف أن الوزيرة نفذت، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أي بعد ولادة زهرة مباشرة، واحدة من أبرع ضرباتها. فهي ذهبت إلى القصر الرئاسي حاملة طفلتها، من دون موعد مسبق لكي لا يُرد طلبها، ودخلت على الرئيس لكي تقدم له الطفلة باعتباره الرجل الذي تدين له بالكثير، والذي لم تعد أبوابه مفتوحة لها كالسابق.
وكالعادة، كانت رشيدة ترسم على وجهها ابتسامة كبيرة وهي تواجه ساركوزي الذي تأمل الطفلة الوليدة بإعجاب، وانتهزت الأُم الفرصة لكي تطلب منه أن يكون عرابها. ولم يكن أمام الرئيس، في موقف كهذا، سوى الموافقة. وفيما بعد، عندما عرفت زوجته كارلا بالأمر، غضبت. وكانت تلك الحادثة هي القطرة التي فاضت بها الكأس، حسب مؤلفة الكتاب.
وما حدث بعد ذلك معروف للفرنسيين، فقد اتخذ الرئيس قراراً صارماً بإبعاد رشيدة عن الحكومة ووضعها على رأس قائمة مرشحي الحزب الحاكم للانتخابات الأُوروبية، وفرض عليها القبول بالقرار أو خسارة صداقته لها.