فوجئ قاض في مدينة غرناطة، جنوب إسبانيا، عند محاكمته أخيراً شابا يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً بتهمة سرقة كلب، بأنه لم يستطع قراءة اسمه المكتوب في القائمة التي كانت أمامه، وعندما سأله عن سبب ذلك أجاب الشاب بأنه ترك المدرسة مبكراً، فحكم عليه القاضي بأن يتعلم القراءة والكتابة. وكان الشاب قد رأى، قبل فترة، كلباً في أحد المتنزهات فأعجب به وحمله إلى بيته. وحين علم صاحب الكلب بالأمر، تقدم بدعوى لدى المحكمة المحلية ضد سارق الكلب. عند بدء المحاكمة، لاحظ القاضي أميليو كالاتاوود أن الشاب المتهم لم يستطع تحديد اسمه من بين الأسماء في القائمة التي كانت أمامه، وحين سأله عن السبب، أجاب بأنه أمّي، فحكم عليه القاضي بأن يتعلم القراءة والكتابة خلال ستة اشهر، وأن يعيد الكلب إلى صاحبه.
القاضي كالاتاوود تقدم أيضاً، بطلب إلى الحكومة المحلية في إقليم الأندلس، وإلى دائرة التعليم في غرناطة، دعا فيه إلى الانتباه إلى هذا الأمر، ومتابعة الأطفال الذين ينقطعون عن الحضور المدرسي. وذكر أنه لم يعاقب الصبي لأنه ذو نية حسنة، وهو ضحية هذا المجتمع، «فأنا يصعب عليّ جداً أن أصدق أن صبياً في القرن الواحد والعشرين لا يستطيع القراءة».