هل قطع غوغان أُذن صديقه فان غوخ؟

كتاب ألماني يشكك في أشهر مأساة ذاتية عرفها تاريخ الفن المعاصر

TT

بعد عشر سنوات من البحث، خلص مؤرِّخان ألمانيان إلى أن الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ (1853 ـ 1890) لم يقطع أُذنه بنفسه، كما هو شائع، بل قطعها له صديقه ومنافسه الرسام الفرنسي بول غوغان (1848 ـ 1904). ونشر المؤلفان أُطروحتهما، التي تثير أنباؤها ضجة في الأوساط الفنية في باريس، في كتاب من 400 صفحة، صدر في ألمانيا حديثا، ولم تنشر طبعته الفرنسية بعد.

كانت الرواية المعروفة حتى الآن تقول بأن فان غوخ، بعد مشاجرة مع صديقه غوغان، ويأسه من تحقيق مشروعه في إقامة تعاونية للرسامين في مدينة آرل، بجنوب فرنسا، بتر أُذنه اليمنى تحت وطأة حالة من الإنهاك العصبي. وظلت هذه الحادثة واحدة من أشهر الوقائع المأساوية في تاريخ الفن التشكيلي الحديث في أُوروبا، إلى أن جاء الباحثان هانس كوفمان، وريتا فيلديغانز ليستعيدا وقائع تلك الليلة الرهيبة عشية عيد الميلاد من عام 1888، وليوجها أصابع الاتهام إلى غوغان في إصابة فان غوخ بجرح أدى إلى فقدانه إحدى أُذنيه. بعد صدور الكتاب، يتأهب المؤلفان للدفاع عن هذه الأُطروحة في ندوة يعقدانها في متحف الفنون بمدينة بازل السويسرية، على الحدود الفرنسية والألمانية، في السابع عشر من الشهر المقبل، وذلك بمناسبة معرض شامل يستضيفه المتحف، ويكرّس للوحات المناظر الطبيعية التي رسمها فان غوخ، ومنها لوحة تمثل مبنى مستشفى «سان بول» الذي نقل إليه بعد الحادث. ومما يذكر أن بعض متاحف الفن الحديث في أُوروبا تعرض للسياح، في دكاكينها، دمى تمثل الرسام فان غوخ وهو مربوط الأُذن بالشاش، في إشارة إلى الحادثة الشهيرة التي جعلت أهل زمانه يلقبونه بـ«الأصهب المجنون».