وصلت اول من امس «مسيرة من أجل الاوراق» الى مدينة كوينكا، (شرق مدريد، وسط اسبانيا) بعد ان قطعت مائة كيلومتر مشيا على الاقدام من بلدة لاس بيدرونيراس، الواقعة جنوب مدريد، وهي منطقة مشهورة بزراعة الثوم، وتحتاج في مثل هذه الفترة من كل عام الى العمال للمساعدة في جني محاصيلها، ولكن المهاجرين غير الشرعيين لا يستطيعون العمل بسبب عدم حصولهم من الجهات الاسبانية على اوراق اقامة.
وكان 50 من المهاجرين المغاربة والجزائريين قد بدأوا في بلدة لاس بيدرونيراس اضرابا عن الطعام ثم اعلنوا يوم الثلاثاء الماضي القيام بمسيرة نحو مدينة كوينكا لتقديم التماس الى مفوض الحكومة في المدينة لمنحهم اوراق اقامة، كي يتمكنوا من العمل في مزارع بلدة لاس بيدرونيراس، التي تحتاج في هذا الوقت الى الايدي العاملة. وبعد تحرك المسيرة انضم اليها آخرون حتى بلغ عددهم 110 مغربيا وجزائريا. وبعد قطع 100 كيلومتر مشيا على الاقدام تحت شمس الصيف اللاهبة، وصلوا الى مدينة كوينكا، والفرحة تغمرهم، ثم تجمعوا في ساحة اسبانيا المواجهة لدائرة مفوض الحكومة في محافظة كوينكا، وقام ثلاثة من ممثلي المهاجرين بمقابلة المفوض مانويل اورييو، وصاحبهم في المقابلة ممثل شؤون العمل في المفوضية خوسيه انتونيو اوليباريس، وسكرتير اللجان العمالية في المدينة ميغيل انخل سايث. وبعد ساعة من الاجتماع لم يعد مفوض الحكومة المهاجرين بأكثر من انه سيبذل مساعيه لتسريع عملية النظر في معاملاتهم لطلب الاقامة، وتم ابلاغهم بأن كل من لم يقدم الاوراق المطلوبة طبقا لقانون الاجانب، وهي اوراق لا تتوفر عند الكثير منهم، سوف لن يحصل على الاقامة الشرعية. وكان المهاجرون يتوقعون بان مشكلتهم ستحل بسرعة، حال وصولهم يوم الجمعة الى مدينة كوينكا، ولكن تم ابلاغهم بأن المسألة ليست بهذه السهولة، وانها ستتأخر شهورا، فخيم الحزن عليهم وبدت الكآبة على وجوههم، وقرروا عدم العودة الى بلدة لاس بيدرونيراس، والبقاء في ساحة اسبانيا في مدينة كوينكا، واعلنوا انهم سيضربون عن الطعام حال استردادهم صحتهم بعد اربعة ايام من المشي، الى ان يستجيب المسؤولون الاسبان لمطالبهم.