أطلق الصليب الأحمر الفرنسي، أمس، حملته الوطنية الخامسة والسبعين لجمع التبرعات، في حفل جرى في باريس بحضور عارضة الأزياء أدريانا كاريمبو، سفيرة هذه المؤسسة الإنسانية التي تحتفل هذا العام بمرور 150 عاما على تأسيسها.
وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة، قال أُوليفييه برول، المدير العام للصليب الأحمر الفرنسي، إن الناس الذين يعانون من مصاعب العيش هم الأكثر تضررا بالأزمة الاقتصادية الراهنة. وأضاف أن المنظمة رفعت معوناتها الغذائية التي تقدمها للمحتاجين بنسبة 20 في المائة، منذ سنة، رغم أن الهبات المقدمة لها ما زالت على حالها.
أدريانا، العارضة السلوفينية المتزوجة من نجم كرة القدم الفرنسي كريستيان كاريمبو، تقوم بمهام السفيرة منذ عشر سنوات. وقالت أمس وهي تحمل الحصالة المعدنية وتدور بها لجمع التبرعات: «عندما كنت صغيرة، كانت كل من والدتي وجدتي تعملان من أجل الصليب الأحمر. وبالنسبة لي، فإنني أرجو أن يستمر تعاوني مع هذه المؤسسة لعشر سنوات أخرى». بعد ذلك، توجهت كاريمبو وفريق الرجال والنساء المتطوعين لجمع التبرعات، إلى السوق الشعبي لضاحية «بولون»، غرب باريس، ترافقهم عدة شخصيات من مشاهير عالم الغناء والاستعراض، مثل الكوميدي أنطوني كافانا وفنسان ماك دوم وأدلين بلونديو، الزوجة السابقة للمغني جوني هاليداي. وكانت حملة التبرعات التي جرت العام الماضي قد حققت ما مجموعه 4.3 مليون يورو، وهو مبلغ يأمل القائمون على المؤسسة العريقة تجاوزه في حملة العام الحالي، لمواجهة «التفشي غير المسبوق للبؤس»، حسب ما قال المدير العام.
رأت فكرة تأسيس منظمة فرنسية تهتم أساسا بضحايا الحروب، النور عام 1859، وذلك أثناء معركة «سولفرينو» على الأراضي الإيطالية. وكان السويسري هنري دونان هو الذي نظم عمليات إغاثة الجنود الجرحى في تلك المعركة، دون التمييز بين جنسياتهم. بعد ذلك ولدت أول لجنة وطنية للنجدة عام 1864 وتبعتها لجان أخرى في أنحاء أوروبا، وفق التصور الذي رسمه دونان. وفي عام 1919، بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تجمعت اللجان في اتحاد للصليب الأحمر الدولي.