مؤشر «أحمر الشفاه» يبشر بتحسن الوضع الاقتصادي العالمي

فيينا: بثينة عبد الرحمن

TT

إذا كانت بعض الجهات الاقتصادية تبدي هذه الأيام تفاؤلا حذرا بتعاف نسبي وتحسن تدريجي في الأوضاع الاقتصادية العالمية، استنادا إلى ارتفاع أسعار النفط، فإن ثمة مراقبين اقتصاديين يبنون تفاؤلهم على الارتفاع الذي تسجله مبيعات مواد التجميل النسائية بمختلف أنواعها، وبخاصة أحمر الشفاه.

الحقيقة أن دراسة أحوال الأسواق العالمية استنادا إلى العرض والطلب في عالم منتجات التجميل النسائية، ليست ظاهرة جديدة، بل ثمة مؤشر اقتصادي يلقب بـ«ظاهرة أحمر الشفاه»، أو «الليب ستيك»، التي عرفت منذ الثلاثينات من القرن الماضي، يوم ضرب «الكساد الكبير» العالم، وكان الاقتصاد الأميركي أول ضحاياه. فيومذاك بعد تجمد الطلب وانهيار القدرة الشرائية لدى المستهلكين، أخذ المتابعون والمحللون يرصدون أول مظاهر التعافي، وقد بدأت مع إقبال النساء على العودة، شيئا فشيئا، إلى شراء مستحضرات التجميل المفضلة عندهن.. التي لا يمنعها عنهن ـ كما يقال ـ «إلا الشديد القوي»! وفي دراسة اقتصادية حديثة أشارت صحيفة «نوفيل» الكرواتية اليومية إلى أن 11 شركة من كبريات الشركات الكرواتية المتخصصة في صنع مواد التجميل، بدأت في كرواتيا وحدها تحقيق أرباح، للمرة الأولى منذ بداية الأزمة الاقتصادية الأخيرة، زادت على 54.64 مليون يورو في الأشهر الأخيرة. وطبعا هذا الارتفاع لا يشمل الارتفاع في المبيعات الذي تسجله شركات تجميل أوروبية أخرى كالشركات الفرنسية والإيطالية. وهذا يعني أن المستهلكين، خاصة النساء، عادوا يفكرون مجددا في شراء الكماليات وعلى رأسها مستحضرات ومستلزمات التجميل بعدما أجبرتهم الأوضاع الاقتصادية المتأزمة على تغيير قوائم أولويات مشترياتهم.. التي تنكمش بانكماش الاقتصاد وتتمدد بتمدده.