مصر: 20 إسرائيليا يثيرون استغراب المارة بإعلان هويتهم بطريقة هستيرية

قطعوا 1500 كلم على دراجات نارية تحت اسم «سياح غربيين»

TT

«نحن إسرائيليون..»، هكذا صاح عدد من السياح بطريقة هستيرية، بعد أيام من إخفاء هويتهم، تحسبا للاعتداء عليهم من المواطنين المصريين في غرب البلاد التي نادرا ما يزورونها، إلا أن الحراسة المرافقة لهم أبعدتهم عن الطريق العام وسط استغراب عدد من المارة بكورنيش مدينة مرسى مطروح (نحو 500 كلم شمال غرب القاهرة).

ويقوم السياح برحلة على الدراجات النارية من طابا على الحدود المصرية الإسرائيلية، في طريقهم إلى واحة سيوة الواقعة في عمق الصحراء الغربية المصرية، على بعد نحو 1500 كيلومتر من الحدود الشرقية للبلاد، مجتازين الطرق المرصوفة والدروب الوعرة.

لكن هؤلاء السياح اضطروا، في بداية الرحلة، لإخفاء جنسياتهم الإسرائيلية وتقديم أنفسهم كسياح غربيين، في المدن التي مروا بها، بحسب ما قاله أحد مرافقيهم من المصريين، لأن لديهم اعتقاد أنهم يمكن أن يتعرضوا لأذى في حال الكشف عن هويتهم، على الرغم من الإجراءات الأمنية التي أحاطت بهم. وعلى خلاف منطقة شرم الشيخ وسيناء وغيرهما من المناطق المطلة على البحر الأحمر شرق مصر، فإنه من غير المعتاد أن يقوم سياح إسرائيليون بزيارة المعالم التاريخية بالمناطق الغربية بمصر، لكن مرافقهم المصري أوضح أن هؤلاء السياح كان لديهم حلم منذ عدة سنوات بالوصول إلى واحة سيوة التي يوجد بها معبد آمون. وأضاف أن السياح البالغ عددهم 20 سائحا كانوا أيضا يريدون مشاهدة آثار وصول الإسكندر الأكبر للواحة الشهيرة عام 333 قبل الميلاد، والتنقل بين معالم سيوة القديمة المعروفة باسم «مدينة شالي» المبنية من الطين وجريد النخيل.

ويسعى السياح للتخييم في واحة سيوة التي تجمع بين الآثار الفرعونية والرومانية، لمدة أسبوع قبل أن يقطعوا المسافة نفسها عائدين إلى طابا ومنها إلى داخل إسرائيل. الإجراءات الأمنية التي أحاطت بالسياح لفتت انتباه المواطنين، الذين أدركوا أنهم ليسوا مجرد سياح غربيين عاديين. وقال المرافق الذي طلب عدم تعريفه، في اتصال من مقر إقامة السياح في مدينة مرسى مطروح الليلة قبل الماضية، إن أحد السياح يبدو أنه لم يحتمل إخفاء هويته الإسرائيلية، وقال لمواطنين من الفضوليين، وهو يشتري طعاما مع رفاقه من محل بكورنيش المدينة، إنه إسرائيلي، ولما لم يعتد عليه أحد، كما كان يعتقد، صاح وعدد من رفاقه: «نحن إسرائيليون..». وتدخل فرد من الحراسة المرافقة لهم لإعادتهم إلى الفندق، حيث واصلوا أمس رحلتهم إلى واحة سيوة التي تبعد نحو 300 كيلومتر في عمق الصحراء جنوب مدينة مرسى مطروح الساحلية.