بعد 46 سنة على رحيلها، تباع في صالة «كريستيز» للمزادات العلنية في العاصمة الفرنسية باريس، يوم 25 يونيو (حزيران) الحالي، 54 رسالة حب كتبتها المغنية إديت بياف التي تعتبر صرحا قوميا من صروح التراث الفرنسي. الرسائل المكتوبة بحبر أسود حينا وبلون الفيروز أحيانا، موجهة إلى بطل سباقات الدراجات لوي جيراردان الذي ربطتها به علاقة في أوائل خمسينات القرن الماضي. تتراوح التقديرات المرجحة لحصيلة البيع بين 60 ألف و90 ألف يورو. وتخاطب المغنية التي اشتهرت بتعدد علاقاتها العاطفية وضعفها الكبير أمام الشبان الوسيمين، حبيبها بعبارات تعكس مزاجها العشقي مثل «سيدي المحبوب» و«حبي الأزرق»، بينما تصف نفسها في الرسائل بأوصاف من نوع «أنا المسكينة» و«طرفك التابع لك». وهي تؤكد في إحدى رسائلها أنها عرفت الحب الحقيقي معه لأول مرة في حياتها، ولهذا فإنها تعتبره «أستاذها في فنون الغرام» وستتبع نصائحه بشكل أعمى.
وكانت بياف قد تعرفت على جيراردان، الملقب بـ«توتو»، بعد سنتين من فجيعتها بمقتل حبيبها الملاكم مارسيل سيردان في حادث طائرة عام 1949. ووجدت لديه العزاء باعتباره من صنف الرياضيين، أيضا، وكان معروفا بمغامراته واندفاعه، إلى جانب فوزه ببطولة فرنسا للدراجات لعدة مرات. لكن العلاقة بين بياف وحبيبها البطل انتهت في صيف 1952 عندما تزوجت من المغني الشاب جاك بيلس، رفيقها في جولتها الفنية الأميركية التي حققت في بداياتها نجاحات في نيويورك، لكنها انتهت على غير ما تشتهي بسبب تدهور صحتها.
وكانت السينما الفرنسية قد استلهمت قصة حياة إديت بياف، التي يمكن اعتبارها «أُم كلثوم فرنسا» في عدة أفلام، قامت ببطولة آخرها الممثلة ماريون كوتيّار ونالت عن دورها فيه جائزة «الأوسكار» لأحسن ممثلة في دور رئيسي العام الماضي.