تشابه أسماء المواقع يحول السياح إلى أماكن لا يريدون قصدها

مليون سائح بريطاني يذهبون إلى بوخارست بدلا من بودابست

TT

بودابست أم بوخارست؟! مدينتان تختلفان تماما، وأقل ما يمكن أن يقال عن اختلافهما هو أن الأولى عاصمة المجر والثانية عاصمة رومانيا، ورغم ذلك يخلط بينهما أكثر من مليون سائح بريطاني دون تفرقة بينهما، حتى يصل السائح إلى إحداهما فيما كان يقصد الأخرى. أضف إلى ذلك ما يحدث من حالات خلط بين المدن لتشابه في الأسماء أو ببساطة لعدم التمييز بين مدينة وأخرى في زحمة العمل، مما يتسبب في تلك الأخطاء التي تقوم بها بعض المكاتب السياحية التي تحجز وتبعث بوفود لمدينة أوكلاند بنيوزيلندا بدلا عن أوكلاند بولاية كاليفورنيا مثلا، أو ليبون بالبرتغال بدلا عن ليسبرن بأيرلندا، وذلك لمجرد فروق بسيطة في ترتيب مواقع الحروف في أسماء تلك المدن، رغم اختلاف المواقع جغرافيا، ورغم مطلق الاختلافات الأخرى، وما أكثرها. في ذات السياق يعاني النمساويون على وجه الخصوص لخلط بلادهم التي تسمى بالإنجليزية أوستريا بقارة أُستراليا، مما يدفع نسبة تفوق 88 في المائة من النمساويين عند التعريف بأنفسهم خارج حدود النمسا للتنويه أنهم من أوستريا، تلك الدولة الأوربية الصغيرة التي يكسوها الجليد وتنعدم فيها الصحاري، كما لا يوجد بها حيوانات من فصيلة الكانغرو، فيما هو الحال في أستراليا، الدولة القارة.

ووفقا لدراسة سياحية قامت بها مؤسسة «ترافل سوبر دوت كو» فإن أكثر من مليون سائح بريطاني لم يلحظوا خطأ وصولهم إلى بوخارست فيما كانوا يقصدون بودابست، إلا بعد أن حطوا رحالهم في بوخارست.

من جانب آخر قدرت ذات الدراسة أن أكثر من 1.9 مليون سائح يصلون سنويا إلى أهداف سياحية عن طرق الخطأ، وفي مقدمة أولئك أعداد مقدرة يصلون إلى جزيرة بالما دى مايوركا بإسبانيا فيما كانوا يقصدون جزر لا بالما الواقعة ضمن مجموعة جزر الكناري الأفريقية. ويخلط كثيرون بين مدينة البندقية فينيسيا وفيينا العاصمة النمساوية، هذا بالإضافة إلى الخلط الشديد بسبب تطابق أسماء مدن سياحية تطابقا كاملا، مثل بورتلاند بولاية المين الأميركية وبورتلاند بولاية أوريغن، وبلومينغتون بانديانا وبلومينغتون بالينوي مثلا. وتطول القائمة رغم أن الموضوع ليس طريفا، خصوصا عندما يصل السائح إلى وجهة خطأ ويبدأ يسأل نفسه، هل هو المخطئ أم الشركة السياحية؟ ومن يتحمل الأعباء والتكاليف؟ دع عنك مشاق رحلة جديدة وتوقيت قد لا يسمح.