«جولييت» سورية و«روميو» لبناني وراء معركة شوارع في ألمانيا

خاضها 150 شخصا واستدعت تدخل أكثر من 100 شرطي

TT

ينظر القاضي في مدينة زولينغن، بغرب ألمانيا، في شكاوى متناظرة تقدم بها أفراد عائلتين عربيتين مهاجرتين اشتبكوا بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة طوال نهاية الأسبوع الماضي. واستدعت المعركة الشرسة التي قدر عدد من خاضها من الجانبين بنحو 150 شخصا تدخل أكثر من 100 شرطي، جاؤوا بنحو 20 سيارة طوارئ، لفض النزاع الذي تسببت به قضية حب بين فتاة سورية وشاب لبناني.

أفراد عائلة الفتاة «سلمى» (16 سنة) تحدثوا عن عملية «خطيفة» على الطريقة اللبنانية نفذها الشاب «فؤاد» (22 سنة)، في حين ينكر ذوو فؤاد ذلك ويصرون على أن سلمى «هربت» طواعية مع ابنهم. ويبدو أن «قصة روميو وجولييت» اللبنانية ـ السورية تتحمل النسختين لأن مصادر الشرطة تحدثت عن ذهاب البنت برضاها مع الشاب، ومن ثم عودتها إلى دارها بعد ضجرها من التشرد في المدن الألمانية.

والظاهر أن الحبيبين ضجرا من الاحتفاظ بحبهما السري أكثر، وقررا الخروج على إرادة العائلتين والبحث عن السعادة الزوجية في مدينة مجهولة. ولكن يظهر أن الحبيبين لم يحسبا حسابا لأجور السفر الغالية وارتفاع تكاليف التنقل والعيش في الفنادق، فانتهى «شهر العسل» مع انتهاء مدخراتهما. وعلى الأثر، قرر أهل الفتاة الانتقام لشرف العائلة المثلوم، فشنوا هجوما ليلة الأحد الماضي على مسكن العائلة الثانية وهم مسلحون بالهراوات ومضارب البيسبول وقطع الحديد والخشب. وانتقلت المعركة، التي بدأت داخل مسكن أهل فؤاد، إلى الشارع بعد انضمام المزيد من المتطوعين لـ«الحرب» من الجانبين. وتقول الشرطة إن أفراد «العشيرتين» حشدوا كل أفرادهما القادرين على الشجار عبر الهاتف الجوال، فأخذ العدد يتزايد إلى أن تعدى الـ150 متعاركا.

وفي نهاية المطاف تمكنت الشرطة الألمانية من فض الاشتباك بين «الديوك المتعاركة» ـ حسب تعبير مصدر الشرطة ـ بعدما استدعت تعزيزات من سيارات النجدة من المدن القريبة من زولينغن. وجرى نقل شخصين من العائلتين المتعاركتين وهم يعانون من جروح خطيرة في الرأس، ناهيكم عن العشرات ممن يعانون من كسور ورضوض وإصابات خفيفة أخرى.

كذلك ألقت الشرطة القبض على سبعة من أفراد العائلتين وأطلقت سراح الآخرين بعد معالجتهم في المستشفى.

ووجهت النيابة العامة إلى المعتقلين تهم إلحاق الضرر الجسدي بالآخرين، وإقلاق راحة السكان، وخرق قوانين السلامة العامة.