زوار مهرجان سينما كرواتي يقيمون في خيام على سفح الجبل

سوف يضطر كثيرون للاحتفاظ بقمصانهم القطنية، إذا كانت من نوع الـ «تي شيرت»، لغرض التبرع بها لاحقا لمنظمي مهرجان «موتوفون» السينمائي، فكل منهم سوف يحصل مقابل تي شيرت قطني على تذكرة مجانية لمشاهدة أحد عروض المهرجان في دورته الحادية عشرة. ليس ذلك وحسب، بل إن التبرع سيدعم فكرة القائمين على شؤون المهرجان، الذين يخططون لنشر مزيد من قيم التواضع، وبث روح التآخي، والمساهمة في التغلب على الأوضاع المتردية بسبب الكساد والأزمة الاقتصادية الراهنة.

يقام مهرجان «موتوفون» السينمائي السنوي منذ عام 1999، في قرية موتوفون الكرواتية الجبلية الصغيرة، التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر. ويشارك في المهرجان مخرجون شبان محترفون، بالإضافة إلى هواة من مختلف دول العالم، من بين طلاب يدرسون فنون السينما. حدد للمهرجان هذا العام الفترة من 27 ـ 31 يوليو (تموز) المقبل، ويعتبر فرصة للمبتدئين المستقلين للمنافسة بمختلف أنواع الأفلام، ويشمل ذلك الأفلام القصيرة والطويلة والوثائقية والتاريخية، على تنوعها من دراما ورومانسية أو أفلام خيال علمي أو أكشن أو كوميديا. ومن المقرر أن تتضمن عروض هذا العام 70 فيلما.

ورغم تواضع ميزانية المهرجان، فقد نجح في الاستمرار، بل واحتل مكانته بين المهرجانات العالمية للسينما، التي تختلف عنه من حيث الفخامة، فهو يتميز ببساطة الحضور الذين يقيمون في خيام تنتشر على سفح الجبل حول قرية موتوفون السياحية، فيما يعمل نصف المشرفين وعددهم لا يتجاوز 150 فردا مجانا، ورغبة منهم في الحصول على مزيد من الخبرة أو للاحتكاك والتواصل مع آخرين. يتوقع المنظمون أن يصلهم الكثير من قمصان تي شيرت المستعملة ليرتدوها، كزي رسمي، خلال أيام المهرجان، بدلا من تفصيل زي للعاملين كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات. والغرض من ذلك هو تقليل التكلفة، وإقناع الشباب بأن الملابس لا تصنع الإنسان، بل تصنعه أعماله وسلوكه وقبوله الآخرين وتضامنه معهم.