مسؤول عن شبكة سكك حديد شرق أوروبا يتحول إلى عامل كافيتريا

بعدما أرسل 503 طلبات يبحث عن وظيفة ولم يتلقَّ ردا واحدا

TT

تأثر الكثيرون بسبب هذه الأزمة الاقتصادية الراهنة، إلا أن البريطاني كيث لانغهام (53 عاما) يُعتبر واحدا من القلة التي تنظر إلى الأمر نظرة فلسفية بحتة تجعله يواصل متفائلا بمستقبل أحسن رغم كل الصعوبات.

قبل أشهر فقط كان كيث هو المشرف الأول المسؤول عن شبكة خطوط الشحن التابعة لسكك حديد ألمانيا «دويتش بان» في كل أنحاء إقليم شرق أوروبا. أما اليوم وبعد الاستغناء عنه بسبب الأزمة الاقتصادية لم يجد وظيفة تقبله غير عامل في كافيتريا شركة «راديو وتلفزيون النمسا»، أو «آر إف»، التي لا تتطلب أكثر من ملء وتفريغ الأحواض التي ترص فيها الأواني لغسلها أوتوماتيكيا بواسطة ماكينات الغسل في المطبخ. لا يتأفف كيث كثيرا من وظيفته الجديدة، فهو أب لأسرة تحتاج يوميا إلى مصاريف. وفي لقاء مع عدد من وسائل الإعلام حكى كيف أنه ظل لأكثر من 32 عاما يعمل مع القطارات الألمانية مترقيا من وظيفة إلى أخرى حتى اللحظة التي تم فيها استدعاؤه لإخباره بقرار تسريحه بسبب الأزمة الاقتصادية. مشيرا إلى أنه كان قد غادر بلاده بريطانيا لزيارة بقية الدول الأوروبية حيث التقى في المجر زوجته وأم أولاده، ومعا انتقلا إلى هولندا ومنها إلى ألمانيا حيث درس اللغة وعمل مع شركة السكك الحديدية ثم استقر به المقام حاليا في النمسا لأداء وظيفته الحالية.

يعتبر كيث نفسه، رغم النقلة، واحدا من ضحايا الأزمة الاقتصادية التي ستنفرج يوما، وحتى ذلك الموعد فهو قد أرسل 503 طلبات يبحث عن وظيفة مرفقا سيرته الذاتية. مضيفا أنه لم يتلقَّ ردا إيجابيا واحدا حتى الآن عدا معاينة يتيمة استُدعي لها بعد الطلب رقم خمسين، ورغم سلبيتها فقد اعتبرها دافعا لعدم اليأس مستبشرا باستدعائه يوما من الأيام، تاركا رقم تلفونه لكل من يرغب في تعيينه في وظيفة أكثر مناسبة في أي بقعة من بقاع أرض الله الواسعة.