بعثة الآثار المصرية تكتشف بشمال شرق الدلتا مدينة عسكرية محصّنة عمرها 2700 سنة

شيّدها رمسيس الثاني لصد الغزاة

TT

كشفت بعثة الآثار المصرية عن بقايا مدينة عسكرية من عصر الأسرة الفرعونية 26 (664-625 ق.م.) بمنطقة آثار «تل دفنة»، تقع بين بحيرة المنزلة من جانب، وقناة السويس بمحافظة الإسماعيلية من جانب آخر.

يقول الأثريون إن المدينة الجديدة كانت ذات مكانة مميزة في شمال شرقي الدلتا. وظلت كذلك لحقبة طويلة من الزمن، كانت خلالها الميناء الرئيسي لتجارة الشرق، بالإضافة إلى وقوعها على الطريق التجاري الحربي القديم (طريق حورس) الذي يربط مصر ببلاد المشرق، مما يجعلها محطة استراتيجية هامة.

الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، شرح أن رمسيس الثاني، ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة (1279-1212 ق. م.) اختار «تل دفنة» لتشييد قلعة أو مدينة محصنة على الحدود المصرية الشرقية لصد هجمات الغزاة. كما أنه خلال عصر الملك بسماتيك الأول (664 -610 ق. م.) شُيِّد عدد من التحصينات العسكرية في كل من جزيرة ألفنتين في أسوان لصد هجمات الإثيوبيين، وفي ماريا بالساحل الشمالي لصد هجمات الليبيين، كذلك شيد بسماتيك حصناً في منطقة آثار دفنة، هو الحصن المكتشف لحماية حدود مصر الشرقية من الأعداء. تبلغ مساحة القلعة المكتشفة، كما حددها الدكتور محمد عبد المقصود، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري ورئيس البعثة، (380 مترا × 625 مترا)، ويبلغ عرض سورها 13 مترا، وبالتالي تعد من أكبر القلاع المكتشفة في شرق الدلتا. وأضاف عبد المقصود أنه عثر على العديد من الأواني الفخارية وأغطية الأواني المحلية والمستوردة، مما يشير إلى نشاط تجاري كبير ـ في تلك الآونة ـ بين مصر وبلاد الشرق واليونان، ومن أهمها طبق من الفخار الأبيض، عليه سطر من الكتابة الديموطيقية، بالإضافة إلى عدد من أحجار طحن الحبوب المنتشرة في جميع وحدات الموقع.

وأوضح عبد المقصود أن البعثة اكتشفت قصرا صغيرا في الجانب الشمالي الشرقي من المعبد يحتوي على 8 غرف، وتبلغ مساحته الكلية 14 مترا × 15 مترا، ومشيد بالطوب اللبن.

كما اكتشفت البعثة عدة نظم لصرف مياه الأمطار داخل المباني الأثرية، وداخل المخازن، تتكون من أنابيب من الفخار، تنتهي بمجموعة من الأواني الفخارية في وضع رأسي لتصريف المياه على عمق 3 أمتار في الرمال بطريقة محكمة. كما عثرت على مجموعة من رؤوس السهام البرونزية، التي تشير إلى الطبيعة العسكرية للموقع.