«بوسطجية» فيينا يجدون فرصة العمل البديل مع الشرطة

بدلا من التشرد.. وقصد مكاتب البطالة

TT

ليس هناك ما هو أفضل من الحلول العملية والواقعية. هذا بالضبط ما جسده أخيرا مشروع يهدف إلى تحويل 1200 «بوسطجي» للانخراط في العمل مع شرطة النمسا.

فوفقا لمحطة «أو آر إف» النمساوية الحكومية للإذاعة والتلفزيون، ألصقت سلطات شرطة فيينا بالأمس كميات ضخمة من الملصقات الصغيرة على أبواب عدد من المنازل في أحياء مختلفة من المدينة، وكذلك على السيارات، وقد كتب على هذه الملصقات عبارات مثل «نحن هنا» و«متوافرون في كل مكان»، وحملت توقيع «الشرطة»! تقرير الـ«أو آر إف» أوضح أن هذه الحملة الرسمية الجديدة التي أطلقتها فيينا تهدف إلى التأكيد على «قرب الشرطة من المواطنين»، وعملها الدؤوب على حمايتهم وخدمتهم في أي مكان، ولا سيما في ضوء تزايد حالات السرقات السريعة، وعمليات النشل في المواقع السياحية التي تزخر بها العاصمة النمساوية، وتكثر فيها تجمعات السياح من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى المواطنين المحليين.

أما فكرة الملصقات، التي حسبها كثيرون مجرد دعابة أقدم عليها البعض، فقد ثبت أنها بادرة حقيقية من الشرطة. وهي فكرة، على ما يبدو، استنبطها عمال البريد، مستوحاة من واقع مهامهم القديمة التي اضطروا إلى مغادرتها بعدما عملت شركة خدمات البريد والبرق على تسريحهم إثر إغلاق أكثر من 150 مكتبا بريديا بسبب الأزمة الاقتصادية.

والظاهر أن الشرطة ارتأت استيعاب عدد منهم لإثراء عمل الشرطة لخدمة الشعب، بدلا من تشريدهم وتحويلهم إلى مكاتب البطالة، مما كان سيلزم الحكومة بالصرف عليهم، وذلك بمبادرة من وزيرة الداخلية التي رحبت بإمكانية الاستفادة من خدماتهم.