غرناطة تستعيد ذكرى «الموريسكيين» الذين طردتهم

TT

تستعيد مدينة غرناطة (جنوب إسبانيا) ذكرى تراثها العربي القديم من خلال «المهرجان العالمي للموسيقى والرقص»، في دورته الـ58، حيث تم تخصيص أيام لموسيقى ورقص الموريسكيين، الذين طردوا من إسبانيا عام 1609. وتشارك في المهرجان العديد من الفرق الفنية العالمية، ومنها فرقة مغربية تعرض اليوم قطعا موسيقية من الفترة الموريسكية، وكذلك فرقة الفنون الجميلة، التي قدمت أمس عملا مسرحيا استوحى موسيقى الموريسكيين وأغانيهم إبان محاكم التفتيش في بداية القرن السابع عشر، وركز على ضرورة التسامح والاندماج. وقد وصفه المخرج رودريغو غييرو بأنه «عمل شبيه بطريق، أو بالأحرى متاهة غريبة، ومن خلالها نعرض لأدب الموريسكيين وموسيقاهم في القرن السابع عشر». ومن المعروف أن الموريسكيين، وهم بقايا العرب والمسلمين في إسبانيا بعد سقوط مدينة غرناطة آخر المعاقل العربية عام 1492، كانوا قد حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم الموروثة لفترة طويلة، خاصة في الرقص والموسيقى وعلى آدابهم. لكن القرارات المتتالية للحكومة الإسبانية آنذاك حدت من نشاطهم. وبالإضافة إلى حرق مئات الآلاف من الكتب العربية في باب الرملة، لاحظت الملكة إيزابيل عند زيارتها غرناطة عام 1499، أن الموريسكيين يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم، فطلبت الضغط عليهم كي يتركوها. وقد بدأت حملة ضد المظاهر العربية والإسلامية، أدت إلى استياء الموريسكيين. وفي عام 1566، قرر الملك فيليب الثاني منع استخدام اللغة العربية، مما أدى إلى قيام الموريسكيين بثورة تم إخمادها بقوة. ثم تطورت الأحداث لاحقا وانتهت بطرد جميع الموريسكيين من إسبانيا.