حافلة لجمع ما تبقى من «شلنات» في أيدي النمساويين

لجمع أكثر من 9 مليارات في عداد النسيان

TT

«حافلة اليورو»، أي باص العملة الأوروبية الموحدة كما يطلق عليها، غادرت العاصمة النمساوية فيينا في الساعات الأولى من صباح أمس، لتتنقل في مهمة خاصة تشمل كل أنحاء البلاد، أي جمع ما تبقى في أيدي الناس من العملة النمساوية القديمة، رغم مرور 8 سنوات منذ أن استبدلت النمسا رسميا عملتها القديمة، الشلن النمساوي، بالعملة الأوروبية الموحدة، اليورو.

إلا أنه وحتى أمس كان هناك مبلغ 9 مليارات شلن، أي ما يعادل 654 مليون يورو، في حوزة النمساويين يحاول البنك الوطني سحبها بالكامل، ليس في مقر رئاسته فحسب، بل في أحياء المدن المختلفة. إذ لم يعد الشلن مستخدما في أي غرض من الأغراض. وشهد ميدان ميخائيلا بلاتز بفيينا أمس وأول من أمس صفوفا طويلة من الناس كانوا يمسكون ببقايا ما عثروا عليه من شلنات كانت في عداد النسيان، وذلك بعد أن حركت الحكومة كعادتها كل صيف ما تطلق عليه «حافلة اليورو»، وهي حملة الغرض منها التخلص نهائيا من الشلن. البعض يقول إنه يريد الاحتفاظ ببعض أوراقه المالية من قيمة العشرين والخمسين والمائة، وحتى من فئات الخمسمائة والألف النقدية، كذكرى لعملة يحسون أنها جزء من تاريخهم. والبعض يقول إن ما معه من شلنات كان قد نسيها إلى أن عثر عليها في أماكن غير متوقعة بين كتب قديمة على سبيل المثال أو في أكواب لم يستخدمها منذ زمن بعيد، فيما أشارت سيدة إلى أنها عثرت على مبلغ 1000 شلن وجدتها في حقيبة يدوية من نوعية موضتها أصبحت قديمة هذه الأيام، وكانت فرحتها فرحتين، بإمكانية استخدامها مرة أخرى للحقيبة التي تعزها، وبالمبلغ الذي وجدته داخلها.

من جانبه أشار ستيفان أوغاستين، الناطق الرسمي، باسم بنك النمسا الوطني، إلى أنهم يبحثون عن مبلغ الـ9 مليارات شلن التي لا تزال مبعثرة بين أيدي المواطنين. مؤكدا أنهم على استعداد لاستبدال أي شلن إلى يورو سواء عملة ورقية أو حديدية، معلنا عن بدء مسيرة ما يسمونه «حافلة اليورو»، التي انطلقت من فيينا متنقلة بين مختلف الأقاليم طيلة الصيف. حددت للحافلة 67 محطة تتوقف عندها، سيتم الإعلان عن مواقعها في وسائل الإعلام المحلية، كفرصة أخيرة لتشجيع المواطنين لاستبدال ما معهم من شلنات.