ألمانيا: اكتشاف مخبأ محصن للنازية في كولون

المدينة قررت تحويله إلى متحف

TT

كان عمال بلدية مدينة كولون، في غرب ألمانيا، يعملون بتسوية الأرض في حي نيبيس بغرض تشييد ملعب لأطفال الحي حين انهارت الأرض فجأة تحت الجرافات. وظن العمال في البداية أنهم حطموا أحد أقنية تسريب مياه الراين بموسم الفيضان، لكن خبراء الآثار تعرفوا في التجويف الأرضي على قبو سريّ استخدمه الجيش النازي قبل 70 سنة لعملياته السرية.

المدينة تنوي الآن تحويل القبو والممرات التابعة له إلى متحف يضم المعدات والأجهزة التي استخدمها جيش أدولف هتلر آنذاك. إذ يحتوي القبو على أجهزة راديو قديمة وأجهزة إرسال واستقبال عسكرية ودراجات هوائية للتنقل داخل شبكة الممرات التي تنتشر منه. كذلك رصد الخبراء نظاما للتدفئة بالغاز يستخدم قناني تشبه أسطوانات الغازات السامة التي استخدمها النازيون في تصفية خصومهم، كما أن هناك غرف نوم كاملة التجهيز، ومطبخا يحتوي مختلف أدوات الطبخ والبهارات، ومكتبة صغيرة، وصيدلية، وصالة عمليات وتضميد.

وذكر الخبير الأثري فيرنر بتزر أن «كل شيء في القبو يدل على أن النازيين غادروا بعجلة تامة بعدما تخلصوا من الأرشيف الخاص بعملياتهم». وقدّر الخبير أن ضباط هتلر تركوا المخبأ عام 1945 عندما كان الجيش الأميركي يقف على أبواب كولون. وتخطط المدينة حاليا بعد نجاح فكرة المتحف لتحويل نحو 50 مخبأ آخر للنازية في كولون إلى متاحف.

ويعمل الآن فريق من العمال والمختصين على ترميم الجدران والسقوف خشية حصول المزيد من الانهيارات، وسيحتفظ المهندسون بسقف غرفة العمليات المائل، والمهزوز، على حاله، بعد تقويته، لأن الضرر فيه ناجم عن قنبلة ثقيلة ألقيت من الجو على كولون عام 1945. وكشف سجل العمليات الطبية أن القنبلة أدت إلى مقتل ممرضة كانت تعمل في المخبأ، وستعرض أدوات زينها ومشطها ومرآتها في المتحف.

ومعروف أن أعمال البناء وفق الطرق تتوقف دائما في كولون بسبب العثور على آثار رومانية، إذ إن الرومان استقروا على الراين في العام الرابع قبل ميلاد المسيح وأسسوا مستعمرة «كولونيا» التي استخدموها لغزو المناطق الأخرى عبر نهر الراين. وتعرضت المدينة لقصف هائل من الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، وتضرر 90% من مباني المدينة بالقصف، إلا أن الحلفاء يقولون إنهم طلبوا من طياريهم ومدفعيتهم عدم المساس بكاتدرائية كولون التي يزيد عمرها عن 750 سنة.