بمناسبة اليوم الوطني الفرنسي الذي احتفلت به فرنسا أمس، كانت الممثلة الكبيرة ميشيل مورغان واحدة من الشخصيات التي جرى تكريمها بتقليدها «وسام الشرف». ورغم أن مورغان، واسمها الحقيقي سيمون روسيل، بلغت التاسعة والثمانين من العمر، فما زالت مورغان تحتفظ بلقب «صاحبة أجمل عينين» في السينما الفرنسية.
هذا اللقب عُرفت به مورغان بعد مشهد شهير في فيلم «رصيف الضباب» للمخرج مارسيل كارنيه الذي أُنتج عام 1938. ففي ذلك المشهد يتطلع بطل الفيلم جان غابان إلى شريكته في البطولة ويقول لها: «لك عينان جميلتان. هل تعرفين ذلك؟». وسارت تلك العبارة مثلا في الأمثال، تردده الأجيال الفرنسية كلما ورد اسم النجمة ميشيل مورغان. وانتهى الفيلم بقصة حب حقيقية بين البطلين. وبعد ذلك بأربعين سنة، عندما كتبت هذه الأخيرة مذكراتها، اختارت لها عنوانا هو «بهاتين العينين».
قصة الحب مع غابان لم تستمر طويلا، إذ نشبت الحرب العالمية الثانية وتطوّع غابان للقتال في صفوف «قوات فرنسا الحرة». أما مورغان فسافرت عام 1942 إلى الولايات المتحدة الأميركية لكي تتزوج بالممثل والمخرج وليم مارشال وتنجب منه ولدها الوحيد مايك. وبعد طلاقهما ربطتها صداقة حميمة مع الممثل هنري فيدال الذي مثلت معه عدة أفلام، وبعد وفاته ارتبطت بالمخرج جيرار أُوري الذي شاركته حياته لعدة عقود حتى رحيله.
هذا، وفي أثناء إقامة مورغان في هوليوود، شيدت مورغان فوق إحدى هضاب ضواحي لوس أنجليس منزلا جميلا مع بركة للسباحة. وانتقلت ملكية البيت، بعد ذلك بأكثر من 20 سنة، إلى المخرج رومان بولانسكي الذي كان متزوجا بالممثلة الحسناء شارون تايت. وفيه وقعت الجريمة البشعة التي أودت بحياة الأخيرة وعدد من ضيوفها عام 1969، عندما هاجمتهم عصابة من الفوضويين يقودها المجرم تشارلز مانسون، الذي طعن تايت بسكين عدة طعنات وهي حامل في طفلها الأول.
ولقد أدت ميشيل مورغان عشرات الأدوار في السينما والتلفزيون والمسرح. وكانت أول فرنسية تحصل على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «كان» السينمائي الدولي عام 1946، عن دورها في «سيمفونية الرعاة» للمخرج جان آنوي. وبالإضافة إلى سحر عينيها السماويتين الواسعتين اشتهرت النجمة الكبيرة بأناقتها واهتمامها بتصميم الأزياء. ولما اعتزلت التمثيل تفرّغت للرسم وأقامت عدة معارض، كما سجلت بصوتها قصائد لشعراء فرنسيين.