إنفلونزا الخنازير تطارد الموالد الشعبية في مصر

«مولد وصاحبه غايب»

TT

رغم أن «صاحب المولد» يكون أحيانا غائبا، بحسب المثل الشعبي المصري الشهير، فإن الغائب هذه المرة سيكون «جمهور المولد». والسبب هو فيروس «إتش 1 إن 1» المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير، إذ قررت الحكومة المصرية إلغاء كل الموالد الشعبية التي ستقام هذا العام للأولياء والصالحين والرموز القبطية.

الدكتور عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة، اتخذ قرار إلغاء «مولد السيدة زينب»، حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان مقررا يوم الاثنين المقبل، وقصر الاحتفال بالمولد، الذي كان يستمر لنحو عشرة أيام، على أداء صلاة المغرب داخل المسجد. وسيشارك في الصلاة جموع المصلين كل من الدكتور فتحي سرور رئيس البرلمان المصري ورئيس مجلس إدارة المسجد، والنائب عن دائرة السيدة زينب بالبرلمان. وقد اتخذ القرار بمنع إقامة الموالد في جميع أنحاء الجمهورية، بناء على توصيات لجنة سبق تشكيلها من المختصين بوزارة الصحة ونقابة الأطباء وأساتذة الأمراض الصدرية من جامعتي القاهرة وعين شمس، وممثل وزارة الأوقاف ومستشار الصحة العالمية لبحث إجراءات مكافحة مرض إنفلونزا الخنازير، وذلك «نظرا للزحام الشديد الذي يساعد على انتشار الأمراض في التجمعات والأماكن المزدحمة السيئة التهوية»، وهو ما أثار سخط وغضب عدد من مريدي تلك الموالد.

كذلك قرر محافظ القاهرة إلغاء «مولد السيدة مريم العذراء»، الذي يحتفل به الأقباط الأرثوذكس في مصر خلال الفترة من 7 ـ 22 أغسطس (آب) من كل عام، للسبب نفسه. ويلجأ مريدو المولد إلى الإقامة في المنطقة المحيطة بمسجد السيدة زينب قبل المولد بنحو عشرة أيام، وينصبون خيامهم في الشوارع، ويقيمون حلقات الذكر داخل المسجد وخارجه، ويقدم لهم أهالي المنطقة الطعام والشراب طوال فترة المولد.

محمد إبراهيم (52 سنة) مصري من محافظة أسيوط (400 كيلومتر جنوب القاهرة)، أبدى امتعاضه من قرار إلغاء المولد قائلا: «أتيت كل هذه المسافة لأجد أن الحكومة ألغت المولد.. كيف يفكّرون في هذا الأمر؟!»، ويرى إبراهيم أن «الأولياء» لن يتركوا إلغاء موالدهم يمر دون عقاب للحكومة. كذلك اعترضت فايزة ناجي (62 سنة)، وهي موظفة قبطية بالمعاش، فقالت: «ليس معقولا أن تلغي الحكومة الموالد من أجل الخوف من إنفلونزا الخنازير، في الوقت الذي تسمح بالتجمعات الأخرى وعلى رأسها مباريات كرة القدم، فهل الكرة أهم من المولد؟!».