حشود كبيرة من سكان مدينة بورش النمساوية اصطفت يتقدمها حاكم إقليم برغنلاند، بأقصى شرق النمسا، وبينهم وقفت السيدة شفارتز وصديقاتها ممن كن يتطلعن بشغف لإلقاء نظرة، ليس على محتويات المتجر ذي الطابقين فحسب، بل على معمار المتجر. أما السبب فهو التميز الذي صاحب تفاصيل بنائه، ذلك أنه مبنى فريد شُيّد بجهد ذاتي من الألف إلى الياء وعلى أحدث موديل.
لا يختلف المتجر من حيث المحتويات عن غيره من المتاجر التي تحتاجها أطراف المدن الصغيرة. إلا أن الحشود تجمعت للتفرج على ثمرة جهد شخص واحد، هو مارتين شفارتز ابن السيدة شفارتز، الذي شيد المبنى التجاري منفردا دون الاستعانة بأحد! ابتداء من عملية التمويل وتغطية تكلفة البناء التي تعدت مبلغ 500 ألف يورو، وصولا إلى عملية البناء ذاتها. المهمة استغرقته سنة ونصف السنة، عمل خلالها حتى ساعات متأخرة من الليل. وكثيرا ما كان عمله الدؤوب يثير فضول ـ وأحيانا قلق ـ رجال الشرطة، الذين زاروه مرارا للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام.
وبينما أعربت السيدة شفارتز عن فخرها بإنجاز ابنها، فإنها لم تُخفِ أنها كثيرا ما حثته على طلب العون من عمال بناء كما يحدث عادة. أما حاكم برغنلاند فأثنى على إنجاز مارتين واصفا يديه بـ«الذهبيتين». وتابع أن شفارتز أصبح مَعْلَما في المدينة خصوصا أنه ليس صغير السن بل هو في الخامسة والخمسين «وعدد من أترابه يفكرون في الراحة والاستمتاع بحياة تقاعد هادئة مريحة».