«التربية ضد إدمان الكحول» ضمن مناهج التعليم في ألمانيا

رغم معارضة نقابة المعلمين ومجلس الآباء

TT

طالبت زابينا بيتزنغ، مفوضة شؤون الإدمان في البرلمان الألماني، بإدراج «التربية ضد إدمان الكحول» ضمن المناهج الدراسية في المدارس الألمانية.

وبررت بيتزنغ، من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، موقفها بتفاقم ظاهرة شرب الكحوليات حتى الغيبوبة بين الشباب، وانخفاض معدل سن مدمني الكحول، والرابط بين إدمان الكحول وإدمان التدخين. واستشهدت النائبة بمادة دراسية مماثلة يجري تدريسها في بريطانيا للتقليل من ظاهرة الكحول.

النائبة بيتزنغ أشارت أيضا إلى إحصائية مقلقة لوزارة الصحة تفيد بأن 25% من الشباب الألمان، بين 12 ـ 17 سنة يشربون بانتظام، وبكميات تفوق المعقول. وتمت في المستشفيات الألمانية عام 2007 معالجة أكثر من 23 ألف شاب من الفئة العمرية المذكورة بعد نقلهم بسيارات الإسعاف وهم يعانون من غيبوبة كحولية.

وواقع الحال أن إنقاذ حياة الشباب من الموت بسبب الغيبوبة أو المبالغة في شرب الكحول ارتفعت من 9514 حالة عام 2000 إلى 23165 حالة عام 2007. وهناك ميل عام بين الشباب لربط تعاطي الكحول بتدخين السجائر، والبحث دائما عن كحول وسجائر مهربة وضارة بالصحة. كذلك انتشرت في الآونة الأخيرة البارات والمقاهي التي تقدم الكحول للشباب بكميات مفتوحة، على طريقة الـ«فلات ريت Flat Rate» (السعر المقطوع) في الهاتف والإنترنت، مما فاقم ظاهرة الشرب حتى الغيبوبة.

ولقد رصدت الشرطة في السنوات الأخيرة ظاهرة نقل الكثير من الشباب إلى المستشفيات وهم في غيبوبة كحول ناجمة عن مسابقات «التحدي» في القدرة على تعاطي الكحول بين الشباب في البارات التي تقدم الكحول بكميات مفتوحة. ولقي أربعة شباب، تحت سن 17 سنة، حتفهم في مثل هذه المسابقات خلال سنتين. في المقابل، تقف نقابة المعلمين الألمان ضد المقترح، ولقد شكك رئيسها، يوزيف كراوس، في جدوى إدراج مادة دراسية خاصة بمكافحة إدمان الكحول في المناهج. ووصف كراوس المقترح بـ«الساذج»، معتبرا أن معلمي كل المواد مكلفون من وزارتي التعليم والصحة بإسداء النصائح للشباب بالابتعاد عن الكحول والمخدرات. كذلك عبرت ريجينا شفارتسهوف، من «اتحاد مجالس الآباء والمعلمين»، عن شكها في جدوى تدريس مادة «الرعاية» ضد الإدمان في المدارس، لأنها تعتقد «أن أساس المشكلة يكمن في شعور الشباب بأنهم مهمشون وفائضون عن حاجة هذا المجتمع».