قاضية نمساوية تمنع فتاة وأمها من ملاحقة شاب.. هرب من حدة مزاجيهما

بعدما أمطرتاه بسيل من الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية

TT

خلال فترة أسبوعين فقط وصلته 129 رسالة نصية، وصعب عليه تذكر عدد المرات التي رن فيها جرس «جواله» بلا انقطاع صباحا ومساء، ليلا ونهارا.

محاولات الاتصالات هذه لم تخرج عن نطاق البحث عن سؤال واحد «لماذا؟».. لماذا تركتني ولم يمض على زواجنا سوى بضعة أيام؟ لماذا اختفيت وقد اتفقنا على كل التفاصيل؟ لماذا وكنا قد خططنا لحياتنا الجديدة في برلين؟

«لماذا» المتكررة كانت السؤال الذي حير صاحبتي الرسائل والمكالمات الهاتفية المتلاحقة، وهما فتاة وأمها، بعدما اختفى خطيب الفتاة فجأة، من دون أي كلمة أو إبداء أي عذر.. فقط جمع حاجياته وغادر. الفتاة وأمها جن جنونهما بحثاً عن السبب الذي دفع بالشاب إلى هذا السلوك العجيب بعدما كان محبا ولهانا، وبعد أن عاشا معا لفترة بعد انتقاله إلى شقة خطيبته في الحي الحادي والعشرين بالعاصمة النمساوية فيينا. وكان الشاب الهارب والفتاة قد قطعا شوطا كبيرا في ترتيب تفاصيل حفل زفافهما، ومن ثم الانتقال إلى ألمانيا، حيث قررا أن يعيشا، فتواصل الفتاة عملها كرسامة والشاب عمله كطبيب. ولكن أمام قاضية محكمة الجنايات انكشف كل شيء. إذ قال الشاب إنه لم يعد يحتمل ردود فعل خطيبته السابقة وأمها، وما اتبعتاه من أسلوب لمواصلة إزعاجه حتى بات يخشى من غضبهما الذي يبدو أنه تزايد بمرور الوقت بدلا من أن تتقبلا انسحابه بهدوء. وتابع أنه أحب الفتاة التي «كانت رقيقة حالمة» لكنه بعد معايشتها خشي مما لاحظه من حدة مزاجها وتقلبها، مشيرا إلى أنه كثيرا ما أمضى ليالي يفكر في كيف سيكون الحال بعد الزواج. وأكد أنه كتب لها خطابا لم يحمل تفاصيل غير طلب بسيط هو ألا تكرهه لأنه لا يكرهها.

القاضية، التي نظرت قضية الملاحقة والإزعاج هذه، سألت الفتاة تفسيرها لانسحابه؟ فأكدت الفتاة أن هذا هو السؤال الذي لا يزال يحيرها ويحير أمها ويضنيهما أكثر من واقعة الفراق نفسها. وأردفت أن كل ما يمكن أن يخطر ببالها أنه «لم يحب صوت القطة التي تمضغ بصوت عال!». من جانبها أصدرت القاضية أمرا قضائيا يلزم الفتاة وأمها المزعجتين بالإحجام عن التعرض للشاب، أو محاولة الاتصال به بأي وسيلة من الوسائل سواء صوتية أو كتابية لمدة سنتين كاملتين.