خطأ في إعلان لمطاعم ماكدونالدز ينكأ جراح «الجيرة» اللدودة بين السويسريين والنمساويين

TT

البقرة التي تبدو في الصورة ليست سويسرية، وبالتالي فإن لحمها لن يكون سويسريا مائة في المائة كما يشير الإعلان، وإنما هي بقرة نمساوية تعيش وترعى في دولة النمسا، مما اضطر شركة ماكدونالدز للوجبات السريعة للاعتذار علنا لرعاة الأبقار ولزبائنها في سويسرا الاتحادية!

كما يقول المثل فإن «غلطة الشاطر بعشرة». وعلى ما يبدو قد تتشابه الأبقار فيشكل الأمر على مسؤولي الشركة الأميركية العالمية الضخمة، رغم أن رعاة البقر في كل بقاع العالم يحبّون أبقارهم ويقدرونها كرمز لجاههم ومصدر لثروتهم، ولذا يعرفونها ويميزونها.. من جبال الألب في قلب أوروبا، إلى أرياف الهند، ومنها إلى قطعان قبائل الدينكا في جنوب السودان.

هذا وكان إعلان بثته شركة ماكدونالدز، بقصد التأكيد لعملائها من السويسريين أن اللحوم التي تستخدمها الشركة في المنتجات التي تبيعها لهم لحوم أبقار سويسرية محلية قد استخدم لإقناعهم صورة بقرة سمينة، ولكنها أنيقة، تتوسط الصورة وعليها بقعة تشبه الخريطة السويسرية، مع تعليق يقول إن اللحم بقري سويسري مائة في المائة. وبالطبع، بدت البقرة محفلة ومزينة بالإكسسوار الغني التقليدي الذي يستعمله رعاة الأبقار السويسرية في جبال الألب لتزيين قطعانهم. غير أن مسؤولي الشركة لم ينتبهوا إلى وجود الختم النمساوي «AT» الذي كان ظاهرا على أذن البقرة مما يؤكد جنسيتها النمساوية، ويكذب بالتالي مضمون الإعلان. وهو ما سبب لهم حرجا بالغا وجرحا في المصداقية.. أطاح بكثيرين.

نيكول شفويل، الناطق الصحافي باسم الشركة بسويسرا اضطر للاعتذار رسميا، مقرا بأن البقرة التي ظهرت في الإعلان نمساوية أصلا وفصلا، وقد استخدمت لتصوير فيلم يخص منتجاتهم بالنمسا. وأكد أن ذلك لا يعني البتة أن الشركة لا تستخدم أبقارا سويسرية لتغطية السوق المحلية السويسرية بل العكس هو الصحيح. وأضاف أن ذلك هو دأبهم منذ 30 سنة وحتى الآن، وذهب أبعد من ذلك في طمأنة حساسية السويسريين إزاء جيرانهم ليقول إنهم حتى لو احتاجوا للحوم إضافية لمطاعمهم على امتداد سويسرا «فإنهم سيستوردونها من إيطاليا!!»..