استعادة تجربة عبور المانش جوا في الذكرى المئوية للرحلة

الاحتفالات تشهد عبورا بطائرات مختلفة قديمة الطراز

الطيار أدموند ساليس لدى وصوله إلى الساحل الإنجليزي (أ.ف.ب)
TT

بعد 100 عام على نجاح لويس بليريو، في عبور بحر المانش بطائرة من صنعه، «بليريو 11»، تمت استعادة التجربة أمس السبت، بطائرة أصلية يعود تاريخها إلى عام 1934 وتمثل نسخة طبق الأصل من «بليريو 11» عبرت المانش مجددا بين شاطئ بليريو ودوفر.

وبضجيج صاخب، شغل محرك «بليريو 11» عند الساعة السابعة و10 دقائق صباحا بتوقيت غرينيتش، قبل دقائق من انطلاق الطائرة، الذي لم يكن مضمونا حتى اللحظة الأخيرة بسبب الرياح القوية، أمام حشد من مئات الهواة. وفي خوذة جلدية ونظارات وسترة إنقاذ على ظهره، قال الطيار أدموند ساليس، قبل إقلاعه بالطائرة، إن «لويس بليريو طرح بالتأكيد الأسئلة عينها التي نطرحها (اليوم) قبل الإقلاع، لكنه كان أكثر شكا لأن أحدا لم يفعلها قبله».

وبعد وصوله إلى دوفر، قال ساليس: «بعد الإقلاع، رأيت بسرعة السواحل الإنجليزية، فقلت لنفسي، إنه ليس ما يقلق سوى المحرك، لكنني في الواقع أعرف هذا المحرك جيدا». وكان هذا الطيار نفذ ساعات من تمارين الطيران على «بليريو 11» قبل خوض هذه التجربة.

ويعتبر عبور المانش مجددا بطائرة قديمة الطراز أساس الاحتفالات بالذكرى المئوية هذا العام لأول عبور جوي لبحر المانش. وقال ساليس: «أنا فخور (بهذه التجربة)، لكن الاكتشاف الحقيقي نفذه بليريو في الحقيقة». وبعد 40 دقيقة، حطت الطائرة بنجاح في دوفر، إنجلترا.

وفخورا بنجاح التجربة، قال بار الان أنطوان، رئيس لجنة رحلات طائرات المناسبات الرياضية: «نحن معتادون، في مجال الطيران، على القول إن المهمة التي يعد لها جيدا هي مهمة نصف منجزة». واستعاد أنطوان عنوان صحيفة «ديلي مايل» غداة إنجاز (لويس) بليريو: «إنجلترا لم تعد جزيرة» مضيفا «لقد فعلناها مجددا».

ومن المزمع أن تشهد الاحتفالات عبورا مماثلا بطائرات مختلفة قديمة الطراز أعيد بناؤها بالكامل أو جزئيا.

وقد حلقت طائرة أخرى أحادية السطح تعود لتلك الحقبة وأعيد بناؤها جزئيا، بخلاف «بليريو 11» الأصلية بالكامل، فوق المانش أيضا. ومن المتوقع أن تنفذ التجربة طائرتان أخريان قديمتا الطراز في وقت لاحق من اليوم السبت. وفشلت طائرة مصغرة عن «بليريو 11» بمعدل النصف وموجهة باللاسلكي في أداء المهمة، حيث هوت وتحطمت على بعد بضع مئات الأمتار عن مكان إقلاعها.

وكان لويس بليريو، انطلق قبل 100 عام عند الساعة 4.41 صباحا بالتوقيت المحلي من قرية باراك في سانغات، وحط بطائرته في مرج على أطراف القلعة التي تطل على مرفأ دوفر، عند الساعة 5.18 صباحا بالتوقيت المحلي. وعبر 43 كيلومترا خلال 37 دقيقة بسرعة معتدلة بلغت 65 كيلومترا في الساعة.

وكان على بليريو، أن ينتظر طيلة 10 أعوام من التحضيرات ليعبر المانش في 37 دقيقة دخل بعدها التاريخ. وتوفي في الأول من أغسطس (آب) 1936، في باريس عن 64 عاما. وتعرضت طائرته التي تملكها صحيفة «لو ماتين» في معرض الفنون والحرف في باريس.