يمكن لأي أجنبي أن يخطئ في المذكر والمؤنث عند حديثه باللغة الألمانية المعقدة ولو أمضى سنوات من العيش في ألمانيا، بيد أن خبراء حديقة الحيوانات في مدينة كريفيلد (غرب ألمانيا) لم يخطئوا لغويا بل علميا، إذ فشلوا طوال سنوات في التعرف على جنس أحد نزلاء الحديقة.. آكل النمل «نينو».
كان المسؤولون عن حديقة الحيوان في كريفيلد قد جمعوا «نينو» وجارته «سانتينا» في قفص واحد قبل 5 سنوات بانتظار أن تتطور «الجيرة» إلى «زيجة» تنتج جيلا جديدا من أكلة النمل، لكن الحيوانين الضخمين المجلوبين من غابات أميركا الجنوبية، خيبا ظن الأطباء على طول الخط. ولفترة غير قصيرة ظن «الخبراء» أن القفص لا يحاكي البيئة الطبيعية بما فيه الكفاية. وبالتالي، لا يوفر أجواء نفسية جيدة للتناسل. فنقلوا الحيوانين إلى قفص جديد وواسع، ووفروا لهما كل أسباب الراحة، لكنهم انتظروا سنتين قبل أن يتسلل اليأس إلى قلوبهم. سيباستيان ريماغن، المسؤول عن رعاية الحيوانين، قال إن التأكد من جنس آكلي النمل كان متعذرا طوال السنوات الماضية بسبب الشعر الكثيف الذي يغطي منطقة الأعضاء التناسلية عندهما. وكان من الصعب الاقتراب من هذه المنطقة بسبب حساسية الحيوانين للموضوع وعدوانيتيهما. وكان من الصعب التأكد من جنس الجراء أيضا لأن الأم تحمل جراءها عادة على ظهرها إلى أن يشتد عود الجرو وينمو شعره. وفي نهاية المطاف، وسط شكوك جدية، اضطر ريماغن وزملاؤه بغية التأكد من جنس آكلي النمل إلى تخديرهما، فاتضح أن «نينو» كان.. «نينا». عندها واجهت إدارة حديقة كريفيلد مشكلة جديدة ومزدوجة تتعلق بعزوبية انثيين يزيد عمر كل منهما عن سبع سنوات. وبالتالي، قرر المسؤولون إرسال فريق من الخبراء إلى مدينة دورتموند (شمال ألمانيا) بعد أن سمعوا بوجود بعض أكلة النمل العزاب في حديقة حيواناتها. وحقا، في جو «حيواني» بهيج تم في كريفيلد عقد قران «سانتينا» على آكل النمل «روبرتو» (15 سنة) من دورتموند الذي أنجب جيلا من أكلة النمل الذين بلغوا مرحلة النضوج. وكانت «نينا» أكبر الرابحين من الصفقة لأنه جرى جمعها في قفص منفرد مع أحد أبناء «روبرتو» في حديقة حيوانات دورتموند.